لكل السوريين

صناعة (اللبن).. مهنة تؤمن فرص عمل ومردود مادي متواضع لمواطنين شمال الرقة

السوري/ الرقة ـ صناعة (اللبن) مهنة اتقنها الريفيون وشكلت مرحلة الاستقرار الأولى لأغلب التجمعات القروية بالوقت الحالي، وذلك مع تغير نمط المعيشة والانتقال من الحياة الرعوية التي تعتمد على الحل والترحال إلى مرحلة العمل بالزراعة وخصوصاً في ضفاف نهري الفرات والبليخ.

تميزت هذه المهنة بطقوس اجتماعية دلت على التعاون والتكافل بين أهالي القرية خاصة مع بناء بيت جديد من خلال مساعدتهم لبعضهم البعض.

تحولت في وقتنا الحالي إلى شبه مهنة موسمية يعمد عدد من الشبان لمزاولتها بمردود مادي مناسب بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.

ابراهيم النجم، من ريف الرقة الشمالي، يعمل في صناعة اللبن وبنائه، يقول “مع دخول فصل الصيف تبدأ صناعة اللبن الطيني وبنائه بسبب الأجواء الملائمة لها، حيث تعتمد بشكل أساسي على المواد الترابية”.

وعن آلية العمل تحدث النجم “نعمل ضمن ورشة مؤلفة من خمسة أشخاص، نقوم أولا بتخمير التراب بالماء لمدة يومين أو أكثر، ومن ثم جبل الطين مع القش أو التبن لكي يتماسك بشكل جيد، وبعدها يتم تقطيعه بقوالب ذات مقاسات خاصة (الملبن)، وتركها تحت أشعة الشمس لتجف وتصبح جاهزة للبناء”.

وأضاف النجم “تتميز البيوت الطينية بخصائصها الملائمة للطبيعة، فهي تؤمن البرودة في الصيف وتحفظ الحرارة في الشتاء”.

وأشار جاسم الجبر، وهو أيضا عامل يقوم بامتهان صناعة اللبن، يقول “عملية صناعة اللبن وبنائه تؤمن مردود مادي متواضع، لمن يعمل به، إذ تأخذ الورشة 40 ليرة سورية، أجرة صناعة اللبنة الواحدة”.

وتجدر الإشارة إلى أن ارتفاع أسعار المواد الأساسية لبناء البيوت الإسمنتية، باتت تفوق قدرة كثير من أصحاب الإمكانيات المحدودة، والذي جعل من البيوت الطينية البديل الأمثل لهم في الوقت الراهن، حيث تبلغ تكلفة بناء الغرفة من الطين ما يقارب 300 ألف ليرة، فيما تصل لثلاثة أضعاف الغرفة الإسمنتية.

تقرير/ صالح اسماعيل