لكل السوريين

التنور القديم” تراث قديم لا يزال يحافظ على عراقته بدير الزور

دير الزور/ علي الأسود

ما زال التنور القديم يقاوم لوحده الاختراعات الحديثة لصناعة الخبز، والتي باتت أكثر سهولة وراحة لصانعي الخبز، سواء التجاري منه الذي يباع بالأسواق، أو الخبز المنزلي. إلا أنَّه في ريف دير الزور لا يزال يتربع على القمة من حيث الجودة والطعم.

ويتميز خبز التنور بحلاوة طعمه وجودته واتساع رغيفه وعشق سكان الريف له لكونه شهيٌّ أكثر من غيره، وهو أمرٌ لا يمكن الاستغناء عنه في ريف دير الزور بالرغم من كثرة الافران وتنوع خبزها إلا إنه يتواجد في كل بيت تقريبا.

هذا ويمتهن بعض سكان الريف صناعة التنور ويشكل مصدر رزق لهم، إذ لا يقتصرون على صناعة تنور الخبز الشهير فقط وبل يصنعون أنواع أخرى من التي تستخدم لشواء اللحوم والدجاج والأسماك أيضاً ولهم زبائن يقصدون هذا النوع من التنور من كل أنحاء المنطقة

رقية الحمد إحدى نساء ريف دير الزور الشرقي تحدثت لصحيفتنا قائلة “نحن نساء ريف دير الزور نتعلم الخبز على التنور منذ الصغر، وهو روتين في حياة كل بيت تقريباً، أقوم بتعليمه لبناتي كما علمتني والدتي فالمرأة تملك لغة التفاهم بينها، وبين التنور وهو التراث الذي حافظنا عليه طويلا”.

وعن مراحل صناعة التنور تحدثت “في البداية يتم اختيار أرضاً مستوية ونظيفة تبنى عليها قاعدة التنور وتكون عبارة عن حلقة واسعة ومتينة وبارتفاع شبر تقريباً، وتترك لتجف تحت أشعة الشمس بضع ساعات، ثم تبنى الحلقات الأخرى على القاعدة تتالياً بحيث يكون قطر كل حلقة أصغر من التي قبلها وبارتفاع شبر لكل حلقة، فتكون حلقاته متدرجة في قطرها حيث تشكل هذه الحلقات مع بعضها التنور”.

اختتمت رقية حديثها آملة من النساء الحفاظ على تراثهن من الضياع لكونه يمثل وجود وهوية الإنسان، مؤكدة أن نقل التراث للأجيال مهمة المرأة لأنها تمثل التاريخ والحاضر.

هذا وتخبز المرأة الديرية خبز التنور بيديها بكل إتقان وتفنن، وتضفي عليه مهاراتها وحبها للعمل، المرأة التي لطالما عُرفت بالعطاء وبذل الجهد منذ فجر التاريخ للاستمرار في الحياة وحماية تاريخها من الاندثار.

كما يزاولن أيضاً صناعة تنور الطين الحجري كمصدر دخل للعائلة وهي مهنة ورثهن من جداتهن، ويعتبر تنور الطين الحجري من أهم معالم التراث الشعبي ولا يزال إلى الآن مستخدماً وحاضراً في الكثير من مناطق سوريا.