لكل السوريين

تروخيو.. مازال يقتل الفراشات

لطفي توفيق

 

يوم غد…

اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة.

اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1999..

يوماً عالمياً للتوعية بجميع أشكال العنف ضد المرأة.

ولكن الحكاية أقدم من ذلك بكثير..

ترجع الحكاية إلى الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 1960.

عندما قتل جزّار جمهورية الدومينيكان..

الأخوات ميرابال..

والأخوات ميرابال..

ثلاث شقيقات معارضات ناشطات لنظام الدكتاتور تروخيو..

ولقبن بالفراشات.. للحيوية التي تمتعن بها..

وودقّ قتل الفراشات.. المسمار الأخير في نعش الدكتاتور.

وقتل بعد أشهر قليلة من قتلهن.

جميل أن تقام احتفالات بهذه المناسبة..

وأن تلقى محاضرات..

وتدبج مقالات وتكتب مؤلفات..

وتسن قوانين وتشريعات..

ولكن الأجمل ألّا تبقى الاحتفالات ظاهرة تنتهي بانتهاء يوم الاحتفال.

وألّا تبقى هذه التشريعات والمؤلفات..

تتثاءب على رفوف المكتبات التي تزيّن صالونات الأثرياء.

فدستور جنوب أفريقيا..

من أكثر الدساتير تقدماً على الصعيد العالمي.

وخاصة في مجال حقوق المرأة.

والعنف ضد المرأة في جنوب أفريقيا..

أعلى بخمسة أضعاف من المتوسط ​​العالمي.

وجميل أن تعتمد الأمم المتحدة اللون البرتقالي شعاراً لهذا اليوم..

وترفع شعار.. لوّن العالم باللون البرتقالي.

ولكن الأجمل ألّا يبقى البرتقالي مجرد لون يتلاشى مع انتهاء يوم الاحتفال.

لم تتمكن الفراشات حتى الآن من تلوين العالم بالبرتقالي

ومازالت جولات المصارعة غير المتكافئة..

مستمرة على الحلبات العالمية..

بين البرتقالي الناشئ..

وبين تراث تروخيو القديم.. والمتجدد

ومازالت الجولات دون حسم..

في ظل طراوة البرتقالي..

وانحياز الحكم.

بعد انهيار نظام الدكتاتور رافائيل تروخيو..

اندثر نصبه التذكاري في الدومينيكان

وحلّ محله نصب تذكاري للفراشات.

تروخيو الدكتاتور.. رحل

ولكن تروخيو القابع في عقول الكثيرين..

وبين أنياب الكثيرين..

لم يمت بعد.

وأتباع تروخيو..

مازالوا يطلّون من الكتب التاريخية المزوّرة..

ومن الفضائيات المجيّرة..

ويروجون لثقافة الموت وثقافة الكراهية.

ويغرسون خناجرهم المسمومة..

في خاصرة البرتقالي.. والأخضر.. والأزرق.. والأبيض.

وكل لون يوحي بالحياة.. وبالأمل والنور

لتسود ثقافة الخنجر.. والموت.. الكراهية.

ويسود الظلام

قدر  نساء العالم..

وشرفاء العالم..

أن يوجّهوا أظافرهم إلى عيون أتباع تروخيو

فما زال ظلامهم.. ينهش البرتقالي..

ويغتال الفراشات.