اللاذقية/ سلاف العلي
بعد سقوط نظام الاستبداد، يتم العمل على تنفيذ حملات مستمرة لتنظيف شوارع الأحياء في معظم أرجاء مدينة اللاذقية، وبعض القرى في ريف اللاذقية، وفي متابعة أعمال ترحيل النفايات الصلبة والمكبات العشوائية وحاويات القمامة وكنس الشوارع والأحياء بكافة شوارع مدينة اللاذقية، بالتوازي مع تكثيف حملات النظافة بالتعاون مع الفعاليات المجتمعية والشعبية والتطوعية المحلية والجمعيات الخيرية لتنظيف الأحياء بشكل كامل.
وبعد انتشار أكوام القمامة في شوارع وأحياء مدينة اللاذقية وباقي مدن المحافظة، مع تأخر عمليات نقلها، الأمر الذي أصبح مزعجاً للأهالي الذين رفعوا الصوت لحل هذه المشكلة البيئية التي تهدد الصحة العامة، والتي تعززت مع سقوط النظام البائد.
وتكومت النفايات بشكل عشوائي قرب الحاويات في كل الأحياء في مدينة اللاذقية، في الوقت الذي تتأخر فيه عمليات ترحيلها أيضاً في مدن القرداحة والبهلولية والحفة وجبلة واحياء وقرى أخرى، ما يتسبب في انتشار روائح كريهة، وتجمّع الحشرات، بالإضافة إلى تجمع الكلاب الضالة حولها.
يشار إلى أن هناك شكاوى عدة لتراكم القمامة في عدد من المواقع بالمحافظة وسط مطالبات بالاهتمام بالنظافة بشكل عام، بعد أن تراكمت النفايات في شوارع اللاذقية بسبب شاحنات القمامة المعطلة، رغم أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا، قدم 54 حاوية جديدة لاستئناف عمليات جمع النفايات، لتقليل من المخاطر الصحية وضمانة سلامة المجتمعات المحلية، حيث أن أعمال النظافة تتم بشكل يومي، حسب الحاجة لتشمل تدريجياً كافة شوارع وأحياء المدينة وضواحيها، وأن متابعة أعمال النظافة تتم ميدانيا بشكل يومي، إضافة لمتابعة كافة شكاوى المواطنين التي تتعلق بالنظافة لمعالجتها بأقصى سرعة ممكنة وفق الإمكانيات المتوفرة.
بعد مبادرة مجتمعية استهدفت إصلاح آليات النظافة المعطلة في اللاذقية، وخاصة مع انتشار القمامة بشكل كبير، والذي يعود لعوامل متعددة، منها نقص عمال النظافة في البلديات، والاكتفاء بتوظيف الموجودين بواسطة عقود محدودة، بالإضافة إلى تدني رواتبهم، ما دفع الكثير من الموظفين لترك العمل في البلديات التي لا توفر بديلاً، وترافق مع قلة جولات سيارات جمع القمامة على الأحياء، حيث يتم كل ثلاثة أو حتى عدة أيام لترحيل القمامة من بعض الأحياء، أما في بعض القرى التي تغيب عنها السيارات فيعمد الأهالي إلى إحراق النفايات للتخلص منها، وأن عدم كفاية الحاويات في كثير من الأماكن حولها لمكبات، ترافق مع قلة وعي وجهل لدى البعض بخصوص التخلص من النفايات، حيث يتم رميها على جوانب الطرقات، وليس في الأماكن المخصصة.
السيدة منيرة مهندسة مدنية من اللاذقية قالت: هناك قلة في عدد الآليات وبالموظفين وضعف في الإمكانيات، وتبرير البلديات دائماً يكون بوجود تخفيض في دعمها، هناك عدة أحياء في مختلف المدن تنتشر فيها القمامة بشكل كبير، وتكررت شكاوى الأهالي بخصوص أزمة القمامة في مدينة اللاذقية، إذ اتهموا مديرية النظافة في المحافظة بالتقصير والتقاعس عن القيام بواجباتها، لكن مع عدم التزام السكان بمواعيد رمي القمامة، لتبقى مشكلة القمامة ومعاناة السكان ذاتها، وتعاد أسطوانة المبررات ذاتها، دون حلول جذرية على أرض الواقع، المبادرة المجتمعية بدأت نتيجة انتشار القمامة بمختلف أنحاء اللاذقية، وأهم سبب هوعدم وجود آليات جاهزة لنقلها وتجميعها في مناطقها المحددة، كما أن العمال لا يمتلكون القدرة الجسدية لتحمل هذا الجهد الكبير، ومن هنا كانت البداية لإصلاح وصيانة الآليات وإعادتها للعمل، وتتراكم النفايات في شوارع ومكبات مدينة اللاذقية، ما ينبئ بأزمة صحية، المشكلة الحقيقية في كمية النفايات المتكدسة في الشوارع والأحياء والمناطق الريفية، إضافة الى مشكلة كبيرة تكمن في عدم توفر وقود لسيارات جمع النفايات وبالتالي عدم القدرة على جمعها كالسابق فباتت سيارات النفايات تقوم بعمليات الترحيل مرة أو مرتين شهريا ما يكدس كميات كبيرة من النفايات أمام المنازل.