لكل السوريين

سلامة حسين: على كافة الأحزاب السورية الوقوف صفا واحدا بوجه العدوان التركي

أكد، سلام حسين، رئيس فرع التحالف الوطني الديمقراطي السوري في الطبقة، أن أردوغان وضع نفسه ومرتزقته في مأزق كبير في إدلب، بعد أن كان يهدد ويتوعد النظام والضامن الروسي برد ساحق مع نهاية شباط الماضي.

وقبل أكثر من أسبوع وقع الرئيسين التركي أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتفاقا أفضى إلى وقف إطلاق النار في أرياف إدلب وحلب واللاذقية شمال غرب سوريا، وجاء هذا الاتفاق بعد أن استطاعت قوات النظام بمساعدة الروس في السيطرة على مساحات شاسعة من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية التابعة لتركيا.

وفي مستهل حديثه، قال سلام “الاتفاقات التي حصلت في إدلب بين روسيا وتركيا جاءت بناءً على طلب من أردوغان الذي لم يترك أي وسيلة حتى يتوقف القصف، وبهذا يكون أردوغان قد وضع نفسه في مأزق كبير في إدلب، فبعد أن كان يهدد بإجبار النظام على العودة إلى مناطق ما قبل الهجوم التي حددت بموجب سوتشي، وتحديدا خلف نقاط المراقبة، بات الآن مرغما على الرضوخ للقرارات الروسية”.

وعن موقف جيش النظام، لفت إلى أن في البداية الموقف السوري كان صارما، وذلك عندما قتل أكثر من 50 جندي تركي كانوا متواجدين ضمن الفصائل الإرهابية وهيئة تحرير الشام وبقية الفصائل الإرهابية، وكان أردوغان في مأزق كبير، منوها إلى أن التنازلات التي قدمها أردوغان هي من جعلت الروس والنظام يوقفون القصف.

درع الربيع لم تشفع لأردوغان بالسيطرة على الطرق الدولية

سلام، اعتبر أنه وعلى الرغم من أن أردوغان أطلق عملية احتلالية أخرى في سوريا سميت بـ “درع الربيع” إلا أنه لم يتمكن من تحقيقها، معتبرا أن ذلك يعد تجميدا للهزيمة التي مني بها في إدلب، ولذلك فإن هذه جاء بمثابة صورة أخرى لهزيمة تركيا، وباقي المناطق، ولا سيما التواجد الأكبر في محافظة إدلب، في حين أن تركيا كانت تهدف إلى السيطرة على الطرق الدولية ومساعدة جبهة النصرة في ذلك التي تسيطر على أكثر من 90% من المنطقة.

وأضاف “تركيا تعتبر أن هيئة تحرير الشام تعد الذراع الرئيسية لها في سوريا، وتهدف للمحافظة عليها، وتوسيع نطاق الحاضنة لها في الداخل التركي، كما وأن إدلب مهمة جدا للقوات الروسية لتأمين قاعدة حميم وتأمين الطرق الدولية وتنشيط التجارة في سوريا عبر تأمينها للطرق الدولية”.

وأشار سلام إلى أن الاتفاق في إدلب جاء على حساب الشعب السوري لأن الروس لا يبدون أي توان في استعادة السيطرة على المناطق التي هي في قبضة المرتزقة الذين سفكوا دماء السوريين، وهذا الاتفاق ربما يكون وضع الكرة في ملعب تركيا لكي تجبر على سحب الأسلحة من إدلب، وتفرض المرتزقة القبول بمساعي الروس لخلق تسوية شاملة.

في حال فشل الاتفاق روسيا ستنهي الاتفاقات السابقة

ووصف سلام حسين أن معركة إدلب مزدوجة، فهي معركة ذات حدين أولهما أنها تكشف نوايا الروس ومن خلفهم النظام بإنهاء الاحتلال التركي في سوريا، وثانيها أنها ضد استمرار تواجد الإرهاب، وهي معركة مهمة جدا لإنهاء الوجود التركي في المنطقة، والقضاء على مرتزقة النصرة.

وعن أبرز بنود الاتفاق، قال “أبرز بند في الاتفاق هو تأمين الطرق الدولية، وتوكيل تركيا سحب الأسلحة من هيئة تحرير الشام، وإخراجها من إدلب، وفي حال لم تستجب تركيا لهذه المتطلبات فإن الاتفاق سيفشل حتما، وستنتهي معه كافة الاتفاقات السابقة، وستعود روسيا والنظام لاستئناف القتال”.

عدم التزام أنقرة يعني عرقلة للاتفاق

سلام أشار إلى أن تركيا دائما تصرح أنها لا تستطيع القضاء على الإرهاب بحسب وصفها، وهي تعلم كل العلم أن وجودها في سوريا غير شرعي، وخاصة في إدلب، ومع ذلك تواصل دعم التنظيمات الإرهابية، وما يمكن أن يعرقل الاتفاق بحسب سلام هو عدم التزام أنقرة في بنوده، حيث أن روسيا تحارب الوقت لتنشيط الاقتصاد السوري، وسحب الأسلحة من قبضة الهيئة.

وأضاف “في هذه الحال يجب على تركيا أن تقوم بذلك لتضمن التزام الروس بعدم الهجوم مرة أخرى على إدلب، وفي حال لم تلتزم فإن روسيا ستبدأ الحملة من جديد، والآن الكرة في ملعب تركيا، وفي كلا الحالتين ستجد نفسها مرغمة على الرضوخ للمتطلبات الروسية، إن أرادت الجمع بين ما يحدث في إدلب وطرابلس الليبية”.

روسيا تمارس الضغط المزدوج على تركيا

وعن التناحر الروسي التركي في ليبيا، واتصال موضوع ليبيا مع إدلب، قال سلام “ما يحصل في ليبيا الآن هو سعي تركيا لممارسة ضغط على روسيا، إلا أن روسيا تحاول إخراج الأتراك من المعادلة الإقليمية السورية والتفرغ لها في ليبيا، فروسيا لا تريد لتركيا أن تمتد في الشرق الأوسط، وعلى محيط دول البحر المتوسط، وذلك لكي لا تتحول لدولة عظمة، ولا تتمكن من الحصول على النفط، كما وأن هناك عداء تاريخي بين روسيا وتركيا، والعلاقة الحاصلة بينهما الآن هي علاقة تكتيكية، والروس لا ينسون بسهول تاريخ الأتراك ويعرفون ذلك جيدا”.

مقتل الجنود الأتراك رسالة متفرعة الأهداف من روسيا

واعتبر سلام حسين أن الضغط الذي مارسه الروس على الأتراك جاء بداية باستهداف الجنود الأتراك مباشرة، وكانت رسالة لأردوغان، مقتضاها أن روسيا لا تتهاون معها لا في سوريا ولا في ليبيا، وسينعكس على باقي المناطق السورية، وامتدت هذه الرسائل من خلال الفرقاطات التي أرسلها بوتين وكرميلنه إلى المياه الدافئة في البحر المتوسط، التي كانت حمل أسماء قادة سوفييت اشتهروا بمعاداتهم للعثمانيين، مما أدى إلى رضوخ أردوغان.

على النظام قبول الحوار لإنهاء الصراعات

وتطرق حسين من خلال حديثه إلى أنه يتوجب على النظام “قبول الحوار المطروح من قبل الإدارة الذاتية لإنهاء الصراع في سوريا، إن كان يسعى لإيجاد حل سياسي في مستقبل سوريا، للوصول إلى سوريا التي يبتغيها الجميع”.

التحالف الوطني يسعى لتقريب وجهات النظر

وعن دور التحالف الوطني الديمقراطي ورؤيته للحل الأفضل للأزمة، قال حسين “التحالف الوطني الديمقراطي السوري هو حزب سياسي يسعى للعب دوره على الساحة السورية في الداخل، كما ويسعى لتقريب وجهات النظر بين كافة القوى السياسية المتنازعة وكل الأحزاب السياسية أن تلعب دورا إيجابيا وكبيرا بعد القضاء على الإرهاب، وإنهاء الاحتلال التركي على كافة التراب السوري، وخروج جميع القوى الأجنبية من سوريا”.

وأضاف “أظن أن التحالف قادر على لعب دور بناء في المستقبل السياسي السوري، كما وأنه يدعم أي وسيلة تسعى للقضاء على الإرهاب في إدلب، ورفع الوصاية التركية عن جبهة النصرة، ولكن إذا لم تلتزم تركيا بهذه الاتفاقات فإن الجيش السوري مضطر للهجوم على المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية، وذلك في حال انهيار الاتفاق، وعلى الأحزاب الوطنية أن تقف صفا واحدا ضد العدوان التركي”.

تقرير/ ماهر زكريا