لكل السوريين

في السويداء.. نظافة استعراضية ونفايات في كل مكان

وسط استمرار إهمال البلديات للنظافة العامة في السويداء، وتقاعس عمالها عن القيام بواجباتهم، يستمر تراكم القمامة في الحاويات المنتشرة في الساحات العامة، الشوارع الرئيسية، والأحياء الشعبية، وعلى جوانب بعض الطرقات التي تربط المدينة بقراها.

ومع بداية ارتفاع درجات الحرارة صارت هذه الحاويات.. وما حولها.. بيئة خصبة للذباب والحشرات التي تتسبب بمضايقة السكان، وتهدد بانتشار الأوبئة وتفاقم الوضع الصحي المتردي أصلاً في أكثر من حي شعبي في المدينة، وفي معظم القرى.

النفايات في كل مكان

بعد نشر صورة استعراضية لقيادات حكومية تقوم بتنظيف حديقة في مدينة السويداء، قامت مجموعة من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي بنشر صور لأكوام القمامة من أكياس وأوراق وبقايا طعام، بالقرب من قبور الأموات في مدافن “كناكر” غربي مدينة السويداء، حيث يتواجد بالقرب منها مكب للنفايات، كما نشر الناشطون صوراً تظهر انتشار القمامة في ساحات رئيسية بمدينة السويداء منها “ساحة التربة” التابعة للأوقاف في مدينة السويداء.

وتسبب نشر هذه الصور بحالة من الاستياء الاجتماعي الشديد، وتزايد المطالبة بإيجاد حلول فورية لهذا الوضع المزري من قبل الجهات الرسمية، بدلاً من التقاط الصور التذكارية للمسؤولين خلال حملات النظافة الإعلامية.

 

مبادرات مجتمعية

ومع أن مجلس المدينة أعلن أكثر من مرة أنه سيطلق حملة نظافة تشمل أغلب الشوارع والساحات والأحياء في المدينة، وتعزز الوعي بأهمية تعاون المجتمع المحلي مع المجلس، إلا أن هذه الحملة بقيت إعلامية فقط.

وفي ظل هذا الإهمال الذي يراه البعض متعمداً، يقوم أهالي المحافظة، ومنظمات المجتمع المدني فيها بحملات نظافة بين وقت وآخر، ويبادر سكان بعض الأحياء للحفاظ على نظافة منطقتهم، وجاءت آخر هذه المبادرات الأسبوع الماضي من إدارة وطلاب وطالبات مدرسة كمال عبيد، ومواطنين من حي “الخزانات” الذي تقع المدرسة فيه، حيث قاموا بتنظيف حديقة مجاورة للمدرسة، وزراعة الأشجار فيها.

وكان أهالي المدينة قد قاموا بعدة مبادرات مماثلة في الأشهر الماضية.

 

مكبات عشوائية.. وحرق عشوائي

ورغم المبادرات المجتمعية، وبسبب عدم تجاوب الجهات المعنية معها ومع مطالبات المواطنين المتكررة بإيجاد حلول لهذا الوضع المزري، ما زالت معظم القرى في ريف السويداء الغربي تعاني من تواجد مكبات عشوائية للنفايات بجوار قراهم، حيث تقوم جرارات البلديات برمي القمامة على جوانب الطرقات مما يشكل التلوث وانتشار الأمراض، وهو ما دفع مجموعة من شبان هذه القرى لاعتراض طريق الجرارات ومنعها من إفراغ حمولتها في هذه المناطق.

وما زالت عمليات الحرق العشوائية النفايات متبعة في كل المكبات في المحافظة، فمن مكب مدينة السويداء تتصاعد السحب الدخانية بشكل مستمر مسببة معاناة مستمرة لسكان القرى المجاورة له.

هذه المكبات العشوائية وطريقة حرقها، تهدد صحة المواطن وسلامة البيئة في وقت واحد، والتعميم الذي صدر قبل وقت طويل من المحافظة بمنع حرق النفايات، بقي حبراً على ورق، بسبب إهمال الجهات المعنية، واستهتارها بصحة المواطن وسلامة البيئة.

تقرير/ لطفي توفيق