لكل السوريين

درعا… أصحاب الحرف والمحلات الصغيرة ضحية لانهيار الليرة السورية

أدت حالة الترنح لليرة السورية أمام الدولار إلى حالة عدم استقرار في الأسواق المحلية، ولا سيما أسواق مدينة درعا التي كانت بالأساس تواجه اختناقا كبيرا نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية في مناطق الجنوب السوري.

ووقع أصحاب الحرف والمحلات الصغيرة ضحية للانخفاض الأخير لليرة السورية مقابل الدولار، وذلك لأنهم يبيعون سلعهم بالعملة المحلية، ويشترونها بالدولار على حد قولهم، مما تشكل لديهم حالة انكماش اقتصادي.

أبو أيمن، خياط ألبسة رجالية في مدينة درعا، تحدث عن تأثير انخفاض الليرة أمام الدولار، فقال “غلاء الدولار سبب مشكلة اقتصادية كبرى، أثرت على تجار المدينة ككل، وبالأخص أصحاب الحرف الصغيرة”.

وأشار أبو أيمن إلى أنه قبل الانخفاض الأخير لليرة السورية كان أصحاب المحلات والحرف الصغيرة يواجهون صعوبات خانقة، ومؤخرا زاد هبوط العملة المحلية من المشكلة، حيث تراجع معدل البيع إلى نسبة تكاد تصل لـ 30 % على حد قوله.

وشدّد أبو أيمن على أن أسباب تراجع العمل وانخفاض الأرباح تعود إلى اعتمادهم الدولار لشراء القماش المستورد وبيعه للمواطن بالليرة السورية, الأمر الذي دفعه إلى رفع أسعار الخياطة لتتماشى مع أسعار الصرف الحالي.

ونوه أبو أيمن إلى أنهم كانوا يخيطون الثوب قبل ارتفاع الدولار بـ 9 آلاف ليرة سورية, ليرتفع سعر خياطة الثوب إلى 12 ألف ليرة سورية بعد ارتفاع الدولار, مبرراً الأمر بقوله “كي نستطيع أن نسدّد رأس المال فلم تعد هناك حركة في السوق”.

التاجر الآخر في سوق مدينة درعا الرئيسي، اسماعيل الحمدان، وصف الوضع الاقتصادي بالمزر، حيث قال “أصبح الوضع لا يطاق، نحن نشتري بالدولار ونبيع بالليرة، مهما رفعنا سعر البضاعة لا نستطيع إيفاء ثمن بضاعتنا”.

وأشار إلى أن أغلب الناس توقفوا عن الشراء، وبالتالي انعكس الأمر سلبا على أصحاب المحلات الصغيرة الذين لا يجدون مصدر دخل لإعانة أسرهم، وإن استمر الوضع على ما هو عليه فإن هناك مجاعة في طريقها للحدوث.

يشار إلى أن سعر صرف الدولار بلغ مستويات غير مسبوقة في الفترة الأخيرة، وأضر ذلك الارتفاع بالعديد من التجار، ولا سيما أصحاب المهن الصغيرة والمحلات.