تشهد مدن وبلدات شمال وشرق سوريا حركة نشطة في الأسواق مع اقتراب عيد الأضحى، وسط إصرار الأهالي على التمسك بعاداتهم وتقاليدهم، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة.
وشملت التحضيرات شملت تجهيز الأضاحي، وشراء الملابس، وصناعة الحلويات، وتنظيف المنازل، في أجواء تعكس الروح التضامنية والاجتماعية المتجذّرة لدى الأهالي.
في مدينة الشدادي، أفاد حسين العلي بأن الأسعار “مناسبة نوعاً ما”، مما مكّن العائلات من تأمين مستلزمات العيد. وأكد حميد الجاسم، صاحب محل ألبسة، أن الأسعار تراعي الواقع المعيشي، حيث تتراوح أسعار ملابس الأطفال بين 30 و300 ألف ليرة سورية. أما أسعار الحلويات، بحسب أحمد الجوير، فتتراوح بين 15 و50 ألف ليرة.
من جهتها، عبرت زهرة أمين في تل تمر عن حرصها على تجهيز مستلزمات العيد رغم التحديات، مشيرة إلى أنها بدأت بتحضير الحلويات وشراء الملابس. وقدّمت التهاني إلى ذوي الشهداء، وقوات سوريا الديمقراطية.
وفي مدينة كوباني، بدأ السكان بشراء الأضاحي من سوق قرية غولميت، حيث انخفضت أسعار الخراف مقارنة بالعام الماضي، لتتراوح بين 100 و150 دولاراً، وفق ما أكده محمد عثمان. كما تحدث تاجر الأغنام خالد نبو عن إقبال جيد رغم الظروف.
وأكدت إسلام بوزان خلال وجودها في السوق: “الجميع يحاول أن يضحي حسب قدرته، فالعيد مناسبة ننتظرها كل عام”. فيما أشار أحمد محمود إلى أن الاستعدادات تشمل الأضاحي والملابس، قائلاً: “نشارك الفرحة مع عوائل الشهداء والمقاتلين”.
وفي تل براك، أطلق التاجر حمدان السهو مبادرة لبيع الحلويات دون أرباح كمساهمة منه في التخفيف عن الأهالي، داعياً بقية التجار لمبادرات مشابهة.
في الهول، قال الحاج إلياس الصالح إن العيد مناسبة للفرح وصلة الرحم وزيارة المرضى، مؤكداً أهمية ذبح الأضاحي وتوزيعها. فيما شدد الحاج حسين أبو علي على ضرورة تعزيز التراحم من خلال تقديم الأضاحي للمحتاجين.
أما في الدرباسية، فتحدّث علي صالح عن طقوس العيد المتجذرة في الذاكرة الجماعية، من تنظيف المنازل إلى تحضير الكليجة، وزيارة المقابر وجمع الأطفال للسكاكر.
من الرقة، أشار محمود الحسين إلى انخفاض أسعار السوق هذا العام نتيجة تراجع سعر الدولار، فيما أفاد المواطن إبراهيم الخلف من الطبقة بأن الأسعار تراجعت بنسبة تصل إلى 50%، متوقعاً تحسناً في حركة السوق مع اقتراب يوم الوقفة.
وفي هجين، بمقاطعة دير الزور، عبّر سعد السلمان عن الأجواء الإيجابية في الأسواق، قائلاً إن “العيد مناسبة لإحياء القيم الدينية والاجتماعية”. وذكر المواطن عبد الحميد الحسين أن الأهالي بدأوا بشراء الأضاحي، في مشهد يعكس روح التضامن.
أما في مدينة قامشلو، فيشهد السوق المركزي ازدحاماً كبيراً، وسط أجواء احتفالية يختلط فيها صوت الباعة بضحكات الأطفال، في تعبير عن الفرح بقدوم العيد.
ورغم التحديات الاقتصادية التي تواجه السكان، يواصل أهالي شمال وشرق سوريا التمسك بعاداتهم وتقاليدهم، في رسالة تؤكد على الصمود والتكافل، والاحتفاء بالعيد كرمز للفرح والأمل.
السابق بوست