لكل السوريين

بالتزامن مع كورونا.. مواطنون من حلب يحذرون من كارثة بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار

أدت الإجراءات القسرية التي أجرتها الحكومة السورية في عموم مناطق تواجدها إلى فقدان الكثير من الأهالي لأعمالهم التي كانت تشكل مصادر دخل لهم، ما أدى إلى وقوعهم في معاناة حقيقية من ارتفاع كافة أسعار المواد والسلع المخصصة للمستهلك، حالهم كحال كافة المناطق السورية.

وكانت الحكومة السورية قد أقرت جملة من الإجراءات هدفت من خلالها منع انتشار فيروس كورونا الذي بات وباء عالميا، ما أدى إلى انعكاسها سلبا على المواطن السوري، ولا سيما لأولئك الذين لا يمتلكون مصادر دخل دائمة، وإنما مؤقتة.

محمد، مواطن من مدينة حلب، قال “بسبب إغلاق الأسواق والمطاعم فقدت عملي، حيث كنت أعمل نادل في أحد المطاعم، وكان عملي هو المصدر الوحيد لدخلي، وإن استمر الحال كما هو عليه، فإننا مقبلون على كارثة حقيقية، لا أدري ما سبب ارتفاع الأسعار بهذا الشكل الجنوني.

ووجه محمد التهم لمن سماهم بتجار الأزمات، مشيرا إلى أن هؤلاء دائما يستغلون أي أزمة ليبادروا برفع الأسعار فيزيدوا بحسبه الأمر تعقيدا. وكان إقبال الناس قد ازداد على شراء المواد التموينية والغذائية والخضار والفواكه لتخزينها قبيل فرض حظر التجول، ما زاد من أسعارها، فقد أصدرت الحكومة السورية، في /24/ آذار/ مارس الجاري، قراراً نص على منع التجوال في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية من الساعة السادسة مساء وحتى السادسة صباحاً اعتباراً من /25/ آذار/ مارس الجاري.

عمار وهو موظف في مديرية البريد في حلب، قال لإحدى الوكالات السورية “كل شيء ارتفع سعره، وراتبي قليل لا يتناسب أبدا مع هذا الارتفاع الجنوني، وإضافة إلى ذلك فإن ترنح الليرة أمام الدولار أيضا يزيد الأمر سوءا، فقد كنا نعاني قبل أزمة الكورونا من انخفاض الليرة أمام الدولار، أما الآن فقد تضاعفت المعاناة، الحظر وانخفاض الليرة، لا أدري إلى أي قدر يستطيع المواطن السوري أن يتحمل؟.

“ولم يقتصر ازدياد الطلب وارتفاع الأسعار على المواد الغذائية والخضار، بل شملت المواد الطبية والمعقمات والمطهرات، باعتبارها الوسيلة الأولى للتنظيف والتعقيم الذي يعد خطة أساسية في مواجهة انتشار فيروس كورونا الذي يهدد العالم.

وقال كامل زريق، وهو صيدلاني في حي الفرقان بمدينة حلب “غلاء أسعار المواد الطبية ظهر بسبب إجراءات إيقاف النقل والسفر وإغلاق المعابر، والتي خلقت مخاوف من انقطاع المواد وبالتالي زاد الإقبال عليها، فارتفعت الأسعار، “وهذا الارتفاع ليس محلياً فقط بل ارتفعت الأسعار على مستوى العالم، مع ازدياد الطلب على هذه المواد”.