لكل السوريين

قلة الدعم وارتفاع الاسعار.. تحديات عديدة تواجه مربي الماشية في اللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي

رغم انتهاء شهر رمضان وعيد الفطر، لا تزال أسعار اللحوم ومنتجاتها تسلك منحىً تصاعدي في الأسواق الساحلية، إذ يشتكي مربو الماشية من ارتفاع تكلفة الأعلاف وتحكم التجار بأسعار المنتجات في ظل غياب مصانع لتصنيع المنتجات الحيوانية في المنطقة، بالإضافة إلى عدم وجود دور رقابي ودعم حكومي في هذا القطاع، مما يفاقم مشاكل وعوائق مربي الثروة الحيوانية.

كل هذه الظروف والمعوقات لابد أن يكون لها تأثير سلبي على مربي الماشية، حيث إن جزءا منهم عزفوا عن مزاولة هذه المهنة وقام آخرون ببيع أجزاء من مواشيهم من الأبقار والأغنام والجاموس، ليتمكنوا من تربية ما تبقى لهم من ماشيتهم وإعالة أُسرهم ولو بالحدود الدنيا. ولا شك أن هذه الأمور تؤثر على المستهلكين أيضا، حيث ترتفع أسعار اللحوم والمنتجات الحيوانية بين فترة وأخرى دون أي محاسبة أو رقابة.

السيد طلال احد مربي الثروة الحيوانية بمنطقة الساحل اشتكى من غلاء الأعلاف وتحكم تجار الحليب بأسعاره في ظل عدم وجود معامل لتصنيع المنتجات الحيوانية بالمنطقة، وأن تكاليف الإنتاج للماشية أصبحت كبيرة لدرجة أنها لا تترك هامش ربحٍ للمربي، بالإضافة إلى استغلال التجار لمنتجاتهم وسيطرتهم على الأسعار، وسط غياب الرقابة والتموين وحتى الجانب التسويقي ، الأمر الذي دفع الكثير من مربي المواشي للعزوف عن المهنة، لضعف العوائد المادية فيه، وسط غلاء المعيشة، ولقد اثرهذا الغلاء في أسعار اللحوم ومنتجاتها نتيجة استغلال التجار وتحكمهم بالأسعار مما أدى إلى خروج اللحوم بأنواعها عن القدرة الشرائية للمواطن، وسط اتساع الفجوة بين قيمة الرواتب والأجور وأسعار اللحوم الرائجة في الأسواق، مع تراجع كميات اللحوم المستهلكة في الساحل، لأن الأسعار غير ثابتة ومتغيرة بشكل دائم.

السيد أبو شفيق أحد أصحاب تجار المواشي بالساحل قال: أنه يجب على الحكومة زيادة المساحات المزروعة بالمحاصيل العلفية حسب الخطط الواردة من الوزارة، والتشجيع عليها، بجانب تشجيع الصناعة من المنتجات الحيوانية وخاصة الحليب، نظرا لأهميته وسرعة فساده، وزيادة وحدات التصنيع الريفية الحيوانية.

توفيق تاجر مواشي قال لنا: أن الحلول موجودة للتغلب على الغلاء والنقص في الأعلاف وغيرها من الأمور لتدعيم الثروة الحيوانية وأولها تشجيع استيراد أعلاف الثروة الحيوانية وتشجيع تربية الأبقار والأغنام من خلال تقديم قروض بدون فوائد للمربين الذين فقدوا قطعانهم، بجانب الحد من عمليات تهريب اللحوم.

السيد أبو مهند أحد تجار تربية الماشية أكد لنا: يجب دعم تشجيع الزراعات العلفية، والقيام بصناعات علفية حديثة تعتمد على استثمار المخلفات الزراعية المهدورة وتحويلها إلى مواد علفية، بسبب تدهور العائد من الإنتاج الحيواني وغياب معلومات السوق واضطرابات العرض والطلب وعدم وجود رؤية واضحة في هذا الإطار من قِبل الجهات المعنية، كما أن هناك تراجعا واضحا في الصناعات الخاصة بمنتجات الثروة الحيوانية.

السيد حبيب قال: إن كيلو لحم المسوف وصل إلى 75 ألف، أما سعر لحم العجل فسجل أيضا 75 ألف ليرة للكيلو الواحد، حيث لم تسجل هذه الأسعار أي انخفاض منذ انتهاء شهر رمضان الفائت، ومنذ مطلع الأسبوع الماضي سجلت أسعار الفروج ارتفاعات جديدة، حيث وصل سعر كيلو الشرحات إلى 60 ألف ليرة سورية، بعد أن كان لا يتجاوز 52 ألف قبل 15 يوما، كما وصل سعر كيلو الفروج المنظف إلى 35 ألف ليرة بزيادة بلغت 3 آلاف.

الظروف المعيشية الخانقة التي يعيشها غالبية السوريين، نتيجة ارتفاع تكلفة جميع السلع بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى استغلال كبار التجار الذين يسيطرون على الأسواق، وغياب الدعم الحكومي، الأمر الذي يترك آثاره السلبية على الحياة المعيشية برمتها في سورية.