لكل السوريين

“كيفورك مردكيان” من أبرز هدافي الدوري السوري في الثمانينات

منذ نعومة أظفاره عشق كرة القدم رغم صعوبة ظروفه ولجوئه للعمل وهو في سن مبكره نتيجة وفاة والده وتحمله لمسؤولية تأمين لقمة العيش لأفراد أسرته، ظل مواظبا على محبة اللعبة وسعى لتحقيق أحلامه فانضم إلى فريق أشبال نادي حطين ولفت الأنظار بموهبته وإمكانياته المتميزة ومهارته في المراوغة والذكاء في قيادة الفريق كونه كان يشغل مركز خط الوسط، كما كان يمتلك قدم قوية تساعده كثيرا في تسجيل الأهداف الجميلة من مسافات بعيدة.

ونظراً لكفاءته تم ترفيعه لفريق الرجال وهو لازال في عمر ال 16 عاماً، وكان له دور مهم في صعود النادي للدرجات الأعلى.

وللتعرف على المزيد من مسيرة هذا النجم الخلوق نجد أن انطلاقته كانت في نادي حطين في مختلف الفئات، وبعد أن لعب لعدة سنوات لفت الأنظار بمستواه المتميز فاستقطبه نادي الجيش، الذي كان يحرص على كسب أبرز اللاعبين في الأندية السورية، وكان ذلك في عام 1976 إلى جانب أبرز لاعبي كرة القدم السورية في تلك الفترة.

واستطاع مع زملائه اللاعبين من فرض سيطرة نادي الجيش على بطولة الدوري والكأس على مدى فترة طويلة امتدت إلى أكثر من 10سنوات، أما عن مسيرته مع منتخب سوريا فقد بدأت مع انضمامه لنادي الجيش، الذي كان يكلف في أغلب الأحيان بتمثيل المنتخب في البطولات وتصفيات كأس العالم والبطولات القارية نظراً لجهوزيته الفنية.

وأهم المشاركات مع المنتخب السوري ونادي الجيش كانت في نهائيات دورة  أولمبياد موسكو عام 1980 مع  منتخبات ألمانيا وإسبانيا والجزائر، و نهائيات كأس آسيا بالكويت عام 1978، و تصفيات أولمبياد لوس أنجلوس عام 1983، و تصفيات كأس آسيا، وبفضله تأهلت سوريا للدور النهائي 1984،  ودورة المتوسط في المغرب عام 1983.

ومع نادي الجيش السوري شارك في بطولة  العالم العسكرية في قطر، وخلال مسيرته الكروية الطويلة حقق كثير من الألقاب والانجازات أبرزها:

حمل شارة كابتن منتخب سوريا من عام 1979 حتى 1985، وتم اختياره من قبل الاتحاد العربي لكرة القدم ليكون أحد نجوم منتخب العرب، كما اختاره الاتحاد الدولي العسكري ليكون من ضمن منتخب العالم العسكري، وأيضا اختاره الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ليكون أحد أبرز لاعبين منتخب آسيا.

كذلك حاز على جائزة الكرة الذهبية(هداف العرب)كأفضل لاعب عربي في استفتاء مجلة الصقر القطرية عام 1978.

وحصل على لقب هداف الدوري السوري برصيد  25 هدفاً في 12 مباراة فقط في مرحلة الذهاب، وذلك بسبب الإصابة التي منعته من المشاركة في مرحلة الإياب، وهذا الرقم القياسي لم يكسر حتى الآن من حيث نسبة التسجيل بالمباريات

بالإضافة للعديد من الجوائز التقديرية من مختلف الجهات الرسمية والشعبية.

وخلال مسيرته الكروية الطويلة يعتبر من اللاعبين القلائل الذين عاصروا ثلاثة أجيال خلال فترة تواجدهم، فعندما انضم لفريق الجيش لعب مع إبراهيم محلمي، وجوزيف شهرستان، وجورج مختار، وسهيل لطفي، وعبد الغني طاطيش، ونبيل نانو، سمير سعيد، وحمل شارة الكابتن بعد اعتزالهم.

كما قاد الجيل الثاني المتمثل بمروان قسطلي، وأحمد قدور، وعبد الفتاح حوا، وأنور عبد القادر، ورياض أصفهاني،  وتابع مع الجيل الثالث فشارك مع حسام حوراني، ومروان مدراتي، ومحمد دهمان، ورضوان الشيخ حسن، وجهاد أشرفي وجورج خوري، وعصام زينو وغيرهم.

وكانت آخر أيامه في ميدان كرة القدم كلاعب في شهر تموز من عام 1985، حيث أقام له الاتحاد العربي السوري لكرة القدم بعد أن أعلن اعتزاله مباراة تكريمية وكانت اشبه بمهرجان رياضي، حيث كانت المباراة بين المنتخب السوري ومنتخب العرب وانتهت بالتعادل 2-2، وأحرز فيها  الهدف الثاني وكان آخر أهدافه، وأنهى به سنين طويلة من التهديف وأعطى قميصه للاعب الموهوب حسام حوراني.

ومن الأهداف الجميلة التي سجلها هدفه في مرمى مختار النايلي حارس منتخب تونس الشهير، الذي تألق في نهائيات كأس العالم في عام 1978 في المباراة التي جرت في ملعب العباسيين بدمشق وفاز فيها منتخب سوريا ب 1/2.

أما عن مسيرته التدريبية فقد عاد إلى ناديه الأم حطين بعد اعتزاله كمدرب من عام 1985 حتى 1990، وصعد به إلى الدرجة الأولى، ثم أنشأ مدرسة باسمه لتعليم كرة القدم للصغار في تلك الفترة فخرجت العديد من اللاعبين المتميزين الذين رفدوا نادي حطين والأندية الأخرى.

وتعاقد معه نادي الوحدة الإماراتي في أبوظبي لمدة ثلاث سنوات لتدريب قواعد ومدارس الكرة، وأحرز مع النادي لقب بطل دوري الإمارات، كذلك عمل كمساعد مدرب لرجال نادي دبا الحصن الإماراتي، ومدرب لفريق شباب النادي بنفس الوقت وأحرز مع النادي مراكز متقدمة في الدوري الإماراتي، وكلف أيضا مدربا لمنتخب الرجال في عام 1997

كما تعاقد مع نادي الهومنتمن اللبناني في عام 1998.

ونظرا لخبرته الكبيرة في تدريب فرق القواعد تم تكليفه مدرباً لمنتخب ناشئين سوريا عام 2001، الذي شارك بتصفيات كأس آسيا واستمر معهم عندما تم ترفيعهم لفئة الشباب، وقاد الفريق للتأهل لنهائيات كأس العالم في هولندا عام 2005، وقدم هذا المنتخب مستوى فني متطور، حيث تأهل المنتخب للدور الثاني بعد فوزه على إيطاليا وتعادل مع كندا وخسارة مع كولومبيا، لكنه خرج من البطولة بعد الخسارة المشرّفة مع البرازيل بهدف وحيد جاء من ضربة جزاء ظالمة أهداها حكم المباراة للمنتخب البرازيلي.

وفي المجال التدريبي سمي مديراً فنّياً لنادي حطين، وأحرز معه كأس كؤوس سوريا، كأس الجمهورية، وكأس دورة المحبة، واستمر بتدريب فريق رجال حطين حتى نهاية عام 2005، كما درب نادي الجيش الساحلي وجهز فريقا متميزا

صعد به من الدرجة الثالثة للدرجة الثانية، وكان قاب قوسن أو أدنى للوصول لدوري الأضواء لولا قرار حل أندية الجيش الفرعية في المحافظات، كذلك درب نادي جبلة لمرة واحدة في موسم 2010.

ومما تجدر الإشارة له أن الكابتن كيفورك مردكيان من مواليد 1954.