لكل السوريين

التعليم وتكاليفه يتسبب بمعاناة نفسية لذوي طلاب في دمشق

دمشق/ مرجانة إسماعيل

رغم مرور أقل من أسبوع على بدء العام الدراسي إلا أن الحديث اليومي للسوريين هو عن ارتفاع أسعار اللوازم المدرسية والقرطاسية لمبالغ ضخمة جداً مقارنة مع دخل السكان في دمشق.

ويعد بدء موسم المدارس في سوريا من أكثر المواسم صعوبة على السوريين في دمشق وريفها، لما تحمله من أعباء مادية وتوتر نفسي على العائلات التي تريد أن تحقق كل المتطلبات لأبنائها من لوازم مدرسية وألبسة وقرطاسية وغير ذلك، في ظل تردي الوضع الاقتصادي.

كما أن العديد من العائلات لم تؤمن جميع متطلبات أولادها حتى الآن، على أمل أن تنخفض الأسعار ولو قليلاً، فيكون هناك تخفيضات على أسعار الملابس المدرسية وأدوات القرطاسية.

وقال أحد أصحاب محال القرطاسية في دمشق، إن سعر الحقائب المدرسية اليوم للمرحلة الابتدائية (من الصف الأول حتى السادس) ما بين 500 ألف إلى 700 ألف ليرة بالحد الأدنى، وقد تصل للمليون ليرة للنوعية الممتازة.

وأضاف أن سعر الحقائب المدرسية بالنسبة للمرحلة الإعدادية (من الصف السابع حتى التاسع) تبدأ من 800 ألف ليرة وتصل لـ 1.4 مليون ليرة، فيما تصل الحقائب المدرسية للمرحلة الثانوية (من الصف العاشر حتى البكالوريا) لقرابة المليون ونصف ليرة سورية، وهذه الأسعار قد يوجد أرخص منها في الأسواق الشعبية ولكن الجودة متدنية ومصنوعة من قماش رديء لا يتحمل وزن الكتب والدفاتر.

ومع تراجع الأوضاع المعيشية يلجأ الكثير من الناس في سوريا اليوم، لشراء الأكياش القماشية السميكة التي تحمل طبعات ملونة يستطيع الطالب أن يضع بها 4 إلى 6 كتب ودفاتر مع مقلمته ولكنها متعبة للطلبة الصغار وغير نافعة في حال هطول الأمطار؛ الأمر الذي قد يؤدي لتلف الكتب والدفاتر.

ويصل سعر الحقائب أو الأكياس القماشية هذه ما بين 35 ألف ليرة و50 ألف ليرة بحسب النوعية ونقاط البيع بين دمشق وريفها.

بخصوص الصداري والبدلات المدرسية تختلف الأسعار أيضاً بحسب جودة القماش واسم الشركة المصنعة وغير ذلك، ولكن الصدرية يبدأ سعرها من 300 ألف ليرة وتصل إلى 500 ألف ليرة، والفولار والطاقية تبدأ من 50 ألف ليرة على الأقل.

لكن البدلات المدرسية أسعارها أكثر ارتفاعاً، فالناس يقتصر شرائها على قميص وبنطال فقط دون شراء الجاكيت بالنسبة للطلاب الذكور، ويبدأ السعر من نصف مليون ليرة إلى مليون ليرة على الأقل، ولكن قد يشترون البدلة كاملة للبنات وحينها يبدأ السعر من 700 ألف ليرة ويصل إلى مليون و200 ألف ليرة.

وبالنسبة لأسعار الدفاتر والأقلام، شهدت أسعارها أيضاً ارتفاعاً كبيراً مقارنة مع العام الماضي، إذ بلغ سعر دفتر الـ 50 ورقة 16 ألف ليرة، ودفتر الـ 100 ورقة بـ 22 ألف ليرة، ودفتر الـ 200 ورقة بـ 35 ألف ليرة، أما دفاتر السلك فتبدأ من 22 ألف وتصل لـ 100 ألف ليرة بحسب النوعية وعدد الأوراق.

وبيّن أن أسعار الأقلام تختلف بحسب النوعية والجودة والماركة، لكن لا يقل سعر قلم الرصاص العادي اليوم عن 5 آلاف ليرة، والقلم الأزرق الناشف عن 10 آلاف ليرة ثم ترتفع لتصل حتى الـ 18 ألف ليرة للقلم الواحد، والوضع نفسه بالنسبة للممحاة والمبراة، والمقلمة بين 20 ألف و35 ألف ليرة للواحدة.

وتعاني العائلات من صعوبة تأمين المستلزمات المدرسية لأبنائها لأنهم غير قادرين على تأمينها بشكل كامل أو أن تكون ذات جودة ليتمكن الطلبة من استخدامها على مدار العام، خصوصاً بالنسبة للحقيبة والألبسة المدرسية.

ويبلغ متوسط راتب الموظف في القطاع العام بين 375 و400 ألف ليرة (بين 25 و30 دولاراً)، في حين سيبلغ الحد الأدنى للأجور في القطاعين العام والخاص 280 ألف ليرة (قرابة 20 دولاراً).

وهذا الراتب لا يكفي لشراء صدرية مدرسية فكيف إن كانت الطالب يحتاج لوازم مدرسية كاملة بما في ذلك أسعار الكتب المدرسية.

وتكاليف تأمين مستلزمات الطالب اليوم في سوريا هو عبأ كبير على العائلة، وذات تأثير نفسي سلبي للغاية لأن معظم الناس لا يملكون المال لتأمين الحاجيات الأساسية فكيف بتكاليف التعليم والدروس الخصوصية وغير ذلك.

ويتراجع التعليم العام في سوريا جداً لصالح التعليم الخاص، إذ أن السوريين يعانون من عدم التزام المدرسين بإعطاء المواد بشكل جيد ليجبروا الطلبة على أخذ دروس خصوصية بعد انتهاء الدوام المدرسي، لكنه في المقابل الراتب الذي يعطونه للمدرس لا يكفي ثمن غداء ليوم أو يومين بأحسن الأحوال.

وتتصاعد هذه الأزمة في ظل الوعود المتكررة من الحكومة السورية بتحسين الأوضاع الاقتصادية، لكنها تظل وعوداً فارغة لا تتجسد على أرض الواقع، مما يزيد من الإحباط والتوتر بين العائلات السورية التي تبحث يومياً عن مخرج لأزمتها المعيشية فلا تجد.