لكل السوريين

“لا تقول كمون ليصير بالكيس”.. خسائر فادحة تطال مزارعي الكمون في ريف حلب

تقرير/ خالد الحسين

يجلس (نادر الحسين ٤٤ عام) وهو فلاح من بلدة سفيرة بريف حلب على صخرة مطلة على أرضه المزروعة بالكمون ويعتبر الكمون من الزراعات الطبية التي لاقت رواجاً واسعا بين الفلاحين بالسنوات الأخيرة بعد الخسائر المتتالية لموسمي القمح والشعير.

يقول الحسين بحسرة:” كلفني هذا الحقل كثيرا وقد صرفت كل مدخراتي على هذا الموسم وهذا هو حاله الآن بعد إصابته (باللفحة) نتيجة للأحوال الجوية التي مرت على المنطقة”.

ويكمل الفلاح “خسارتي بنسبة ٨٠ بالمئة وبعض الفلاحين خسر الموسم كاملاً والسبب بحسب مختصين تغيير المناخ وقد قال بعضهم بأن زراعة الكمون بعد شهر شباط كانت الحقول أقل تضرراً”.

ويصر الحسين على زراعة الكمون في السنين القادمة ويقول بأنه إما ربح أعظمي ويحسن من وضعي المادي أو خسارة باهظة “حظك نصيبك”.

“عالوعد يا كمون” هذا لسان حال الكثير من الفلاحين في حلب وقد يكون في كل سوريا، إذ نتيجة ارتفاع أسعار الكمون في الأسواق المحلية والعالمية وقناعة الفلاحين باتباع دورة زراعية من أجل زيادة إنتاجية الأرض اتجه الكثير منهم لهذه الزراعة ذلك بأن ارباحها تجاوزت أرباح القمح والشعير الرائجة حاليا، لأن أسعاره وصلت إلى نحو 120 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد ويتوقع أن يصل سعره أثناء الموسم نحو 90 ألف.

تعتبر زراعة الكمون من الزراعات الحساسة جدا لتقلبات الطقس، ومن تقلبات الطقس عانى الكثير من فلاحي حلب من أضرار مادية لحقت بالموسم، كالأمراض بأنواعها أصابت هذا المحصول وأضرار نفسية منها نتيجة غلاء التكلفة” بخ تريفلان –  فلاحة – بذار- تعشيب”، حيث وصلت أسعار اليد العاملة للتعشيب نحو ثمانية آلاف ليرة سورية عن كل ساعة عمل، هذه الحالات خلفت في طياتها الطرافة، منهم من يتواصل مع مهندسين زراعيين وخبراء زراعة الكمون وبدون فائدة، ومنهم من يغني المواويل ويجر الويلات على هذه الزراعة الفاشلة أحيانا.

وتقدر المساحات المزروعة بأرياف حلب نحو أربعة آلاف هكتار وهي بين المتضرر منها، ويطلب أهلها من الله العوض وغير المتضرر ويطلب من الله الستر وأن يتم النعمة ولا تقول كمون ليصير بالكيس.