لكل السوريين

منها “إذا كان طباخنا جعيص شبعنا مرقة”.. أمثالٌ خاصة باللهجة الديرية ميزتها عن باقي اللكنات

دير الزور ـ علي الأسود

من يستمع لأهل دير الزور خلال أحاديثهم يجد أنهم الأكثر قربا من الذين ينطقون الحروف خارجة من مخارجها المنصوص عليها في كتب اللغويين، بما في ذلك النطق بحروف الضاد والظاء والثاء والذال والقاف والجيم، وتلك ميزة واضحة في أهل دير الزور.

“اللهجة الديرية”، هي إحدى لهجات اللغة العربية التي يتحدثها السكان في مدينة دير الزور شرق سوريا، وهي قريبة من اللكنة العراقية، وتحمل الكثير من الكل في الفصحى، وخاصة في حرف “القاف”.

وبالعودة إلى مفردات اللهجة الديرية، فهي عربية توجد في النصوص القديمة من مختلف القبائل العربية وتعود وفرة هذه الكلمات في اللهجة الديرية إلى كون سكان الدير من قبائل عربية متعددة معروفة، وكثيرة في الجزيرة السورية وبادية الشام (الحماد) التي اختلط بها السكان المحليين واختلطت بهم منذ القديم إلى اليوم.

ومن الأمثلة على تلك اللهجة ومفرداتها ومعنى كل مفردة في اللغة العربية الفصحى، مثلا كلمة (إبط)، وصحيحها آباط، وهي كلمة يستخدمها الناس في دير الزور كما هي.

كما هو الحال في كلمة بَوْ، والبَوْ، هو ولد الناقة عندما يموت فيسلخ جلده الذي يحشى تبناً ليبدو بصورة ابنها، يوضع قبالتها أو يُقرَّب منها لترى أمه وتعطف عليه فيدر لبنها. كما أنه لا يمكن شرح اللهجة الديرية كاملة في هذا التقرير بقدر ما هو توضيح اصالة هذه اللهجة وعمقها اللغوي.

كما أنه ذكر بعض الباحثون الأمثال الديرية بشكل مفصل في عدة كتب منها كتاب الأمثال الفراتية للباحث الأستاذ عبد القادر

عياش، وفيما يلي بعضاً منها:

(يركض يركض والعشا خبيز): ومعناها، يضرب المثل للشخص الذي يجتهد ويتعب وبدون نتيجة الخبيز هو نبات ينبت في الأرض، وبالعادة يكون كثير لدرجة أن معظم الناس لا يرغب به.

(إذا كان طباخنا جعيص شبعنا مرقة)، وجعيص هذا رجل فراتي لا يحسن طبخ الطعام، حيث يزيد مرقة الطعام لدرجة إفساده، ويضرب المثل في الشخص الذي يقدم على عمل لا يتقنه.

(أنا عليّ التعب والخاثر لمشهور)، ومشهور هذا رجل فراتي، بينما الخاثر هو اللبن الرائب، والمثل قالته امرأة في زوجها، ويضرب هذا المثل فيمن يجهد نفسه ويأكل غيره ثمار تعبه.

وهناك العديد من الكلمات والمصطلحات الأخرى المتعلقة باللغة العربية الفصحى، ودليل على أصالة اللهجة ومرونتها، ليس كما يظن البعض بأن اللهجة الديرية هي لهجة حديثة لا أساس لها.

ولايزال أهل الدير عموما متمسكين بلهجتهم العريقة رغم الحداثة التي غزت المنطقة وتعدد اللغات التي يتكلم بها الفرد الواحد.