لكل السوريين

صناعة البسط اليدوية في حماة.. لمسةٌ نسويّة تقاوم اندثار الحرف التراثيّة

حماة ـ حكمت أسود

خلف مضرب النول الخشبي تقف أم عدنان ساعات طويلة لتمارس عملها الذي تعلمته من عائلتها التي امتهنت صناعة البسط اليدوية منذ أكثر من تسعون عاماً بالقرب من خان رستم باشا بمدينة حماة، وتسعى أم عدنان إلى تعليم هذه الحرفة الجميلة لمن يشاء رغبة منها بالمحافظة عليها.

إذ إن صناعة البسط اليدوية من الحرف التراثية القديمة التي تحافظ على رونقها وجمالها وتشد انتباه عشاق التراث التقليدي بتناسق الألوان ومتانة الخيوط التي تحيك القطع الفنية وتعطيها رونقاً جميلاً.

ولمحافظة حماة تاريخ عريق في صناعة البسط اليدوية مستفيدة من وقوعها على أطراف البادية حيث الإنتاج الوفير من الصوف ذي النوعية الجيدة.

وبمرافقة صوت نولها تحدثت أم عدنان عن طبيعة المهنة والأدوات التي تدخل في صناعة البسط، ومنها الدولاب اليدوي وأدوات النول موضحة أن صناعة البساط أو السجادة اليدوية تحتاج لما لا يقل عن ست ساعات عمل لإنتاج مترين من البساط.

وأشارت إلى أنها تقوم بصناعة منتجات من القصاصات القماشية بمختلف الألوان بعدة أشكال مثل البساط أو الحقيبة أو حتى علاقة المصحف الكريم والمساند والتكايات والمكاتب ذات الطبقتين والثلاث طبقات.

وعن الصعوبات التي تواجه مَن امتهنوا هذه الحرفة، أوضحت أم عدنان ارتفاع أسعار المواد الأولية التي تدخل في صناعة هذه المنتوجات وخاصة الخيوط القطنية وخيوط اللحمة داعية لتخفيضها حماية لتلك المنتجات التي تعبر عن تراثنا المحلي.

جمعية المطرزات اليدوية أشارت إلى أن محافظة حماة كانت مشهورة بعدد العاملين الذين يمارسون هذه المهنة ولكنها تراجعت بشكل ملحوظ في السنوات الماضية نظرا لإهمالها من قبل الجهات المعنيّة على حسب قول معظم سكان حماة، كما أن ارتفاع أسعار المواد الأولية وعدم وجود سوق تصريف للمنتجات ساهم في عدم انتشار هذه الصناعة.

وعلى صعيد الحرف التي تزاولها النساء، وفيما يخص نشاط المرأة الحرفية في المحافظات السورية وفق أكثرية التمثيل فتشير الأرقام أن أعلى نسبة لتمثيل المرأة هي محافظة حماة، كما تلحظ الإحصاءات حسب معطيات الاتحاد العام للحرفيين أن نسبة تمثيل المرأة في حرفة النسيج بأشكالها المتعددة (بسط، سجاد، بروكار، أغباني، تطريز) حوالي 30٪، و85٪ في حرفة صناعة أطباق القش، فيما تمثل نسبة 35٪ من حرفة صناعة المواد الغذائية.‏

فهل ترى المرأة الحموية مساعدات حكوميّة جادة تدعم مسعاها للحفاظ على تلك المهنة العريقة من الإندثار!؟