لكل السوريين

محالنا التجارية أصبحت للفرجة.. تجار في اللاذقية يتحدثون عن تراجع حركتي البيع والشراء

اللاذقية/ سلاف العلي 

يقفون خارج المحل ويحملقون في الأشياء التي عرضت على الواجهات ولا يدخلونها إلا للسؤال، حيث يعترضهم جدار صلب في الجواب يفصل بينهم والشراء، فيخرجون مهرولين بلا أكياس أو أحمال، الكل جاء للفرجة فقط لكن ماذا عن حركة البيع والشراء؟، بهذه الكلمات تحدث أصحاب المحال التجارية في اللاذقية عن تراجع الحركة الشرائية في المحافظة.

يقول أبو جويل، صاحب محل أوانٍ زجاجية للمطبخ في شارع القوتلي: نزلت الأسعار ورغم ذلك بقيت القوة الشرائية للناس ضعيفة ولا يأخذون غير ما يحتاجونه من الضروريات والحاجات الاستهلاكية والتموينية للأكل والشرب من الخضار واللحمة والزيت وهو أهم من الزجاج.

ويقول أبو حمزة الذي يعمل أجيراً في محل ألبسة نسائية بشارع هنانو كما غيره في كل المحلات: “نستبشر خيراً عندما تقف الفتيات على واجهة المحل وندعوها أن تدخل بابه لنحلي لها ونسترخص أي قطعة تختارها، وبعد أخذ وعطاء بالكلام والالتفاف في كل الاتجاهات لينشف رمقنا ويجف ريقنا في فمنا ترضى أن تدخل غرفة القياس وتلبسها لتنادي برفيقتها أن تراها عليها، تتمختر بلباسها وتجول ذات اليمين وذات اليسار لكن ما الذي يجري بعد كل هذا الحوار العقيم؟ البائع يلمّ بضاعته ويطويها ويرتبها في مكانها وهو يتلعثم بالكلام (نكشت كل المحل، قولي لا تريدين الشراء) والزبونة تخرج وهي تضحك باشمئزاز.

وبجانبه محل آخر ترفض الفتاة ذكر اسمها خوفاً أن ينقطع رزقها، قالت: “بأنه في العيد كانت المبيعات أفضل لوجود السولد، أما اليوم فلا زال الناس مستمرين بعطلتهم”.

وفي المحل الذي بعده يقبع شاب وفتاة وكلما مر أحدهم على الرصيف وطرقت عيونهم عليه يرددون تفضل وتفضلي، وعند وقوع سؤالي عليهما رفضاً بشدة الإباحة بأي جواب ليقول الشاب: لا نستطيع الكلام ونخشى أن يرانا صاحب عيشنا على الكاميرا فتكون عاقبتنا وخيمة، نرجوك الرحيل.

أبو سليمان، أجير في محل حقائب وجزادين وقد تأبط خيراً في العيد يرد على السؤال والفرح يكسوه ويورد الوجنتين حيث يهلهل ويؤهل بالداخل للمكان والخارج منه: كانت حركة البيع جيدة في العيد والحمد لله، والأسعار خفضناها لتعجب الناس فأغلى جزدان بـ 20 ألف ليرة والأرخص 7 آلاف ولا زالت أسعار العيد متداولة بيننا إلى اليوم.

وفي محل البياضات يرد علي صاحبه أبو توفيق بعجل بعد أن غادرته إحدى السيدات دون أحمال: “ما زلنا نبيع بأسعار العيد الذي وجدنا فيه بعض الرزق والبيع، وكان أفضل من باقي الأيام حيث اللحاف الشتوي المجوز مع شرشف وزوجي مخدات بيع 28 ألف ليرة ولحاف صيفي قطن 100% مجوز كان له العرض الأقوى بـ 35 ألف ليرة والشتوي القطن 45 ألف أما المناشف لم تجد فرصتها في السولد أو البيع ومناشف الحمام والبرنص مزدوج ب70 ألف ليرة ومنها 80 ألف والرزق على الله”.

والألعاب البلاستيكية ما سلمت من الغلاء حيث الفتى صفوان الذي ألقى بحمولته على قطعة نايلون فرشها على الرصيف في ساحة الشيخ ضاهر قال: البندقية الكبيرة ترش الماء بـ 5 آلاف ليرة والمسدس بصوت وضوء ب4آلاف ليرة وسيارة شحن ب6 آلاف وموبايل ب2500 ليرة، هذا كله وينادي عليها (هدايا.. هدايا) وأي هدايا هذه؟