لكل السوريين

مواطنون من إدلب يشرحون معاناتهم من الليرة التركية

إدلب/ عباس إدلبي

تتواصل العملة السورية في الانهيار إلى مستويات غير مسبوقة، الأمر الذي دفع كبار التجار في إدلب عن الامتناع في التعامل بها أو صرفها الأمر الذي فرض نفسه وأجبر السكان في إدلب على التعامل بالليرة التركية حصرا، والتي فرضتها حكومة الإنقاذ في أواخر شهر آذار الماضي.

ويعد الشعب في شمال غرب البلاد المتضرر الأكبر من جراء فرض التعامل بالليرة التركية التي تترنح بين الفينة والأخرى أمام العملات الأجنبية، وبالتالي تنعكس سلبا على السوق السوري في المنطقة التي تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام المقربة من تركيا.

وتخضع مدينة إدلب وبعض من أرياف حلب الشمالية لسيطرة هيئة تحرير الشام المدعومة من قبل تركيا، وكانت دولة الاحتلال التركي قد فرضت على المواطنين في شمال غرب البلاد التعامل بالليرة التركية، وكل من يعارض هذا القرار يتعرض لأقسى العقوبات.

عبد الله، موظف في معمل الغزل في إدلب، رضخ للأمر الواقع، وأجبر على الإقامة في مدينة حماة، ومن ثم ترك عمله وعاد ليستقر في إدلب.

وقال عبد الله لمراسلنا “أنا موظف في معمل الغزل منذ 15 عاما، أجبرتني الظروف على الإقامة في حماة، لكن عائلتي كانت تقيم في إدلب، كنت أقوم بتحويل راتبي البالغ 47 ألف ليرة، ولكن مع فرض الليرة التركية في أسواق إدلب اضطررت لترك العمل والقدوم لإدلب حيث أن الراتب لم يعد يسد أجور التحويل”.

أحمد، معلم مدرسة منذ أكثر من 13 عاما، يقول “لدي 6 أولاد، راتبي لا يكفي شراء أساسيات المنزل، وذلك بسبب الارتفاع الجنوني بالأسعار، اضطررت للعمل ليلا في إحدى المقاهي بصفة محاسب”.

ويضيف “للأسف نحن ضحية لفرض الليرة التركية في إدلب، كما تعلمون فالليرة التركية هي الأخرى غير مستقرة أمام العملات الأجنبية وأي انخفاض لها يؤثر علينا بشكل كبير، بين الحين والآخر نتأثر بترنحها، إن استمر الوضع على ما هو عليه فإننا أمام مجاعة حقيقية”.

أم رامز، موظفة متقاعدة، تشتكي الحالة الصعبة بعد انهيار الليرة السورية، فتقول “لم يعد راتبي يكفي أجار المنزل الذي أسكن فيه، ومما زاد الطين بلة انهيارها أمام العملة التركية، بحيث أصبح راتبي لا يساوي أكثر من مئة ليرة تركية، ووضعي أصبح صعبا جدا”.