لكل السوريين

طلاب جامعة حماة يشتكون من صعوبة تأمين السكن

حماة/ جمانة الخالد

جهزت مريم وهي فتاة من درعا جنوب البلاد، أوراقها للتسجيل في الجامعة، إلا أنها اختارت أن تؤمن سكن أولاً، في ظل صعوبة السكن في حماة، وتقيد إجراءات التسجيل فيه.

أمضت مريم التي تدرس طب الأسنان بعد أن أنهت سنتها الأولى أسبوعين دون الوصول لنتيجة، وتقول أنها وبسبب مشاكل في السكن في السنة التي فاتت تراجع معدلها، وكانت تطمح الشابة لدخول الطب البشري.

وما يزال السكن الجامعي يعتبر واحداً من أهم الخطوات التي اعتمدتها الدولة في دعم التعليم بمختلف مراحله، وتأمين الظروف المناسبة للطلاب وخاصة السكن، لما له من أهمية بالنسبة للطلاب القادمين من محافظاتهم للدراسة في الجامعات.

لكن مريم تقول أنها ستترك الجامعة إذا لم يتم فرز الغرف خلال أسبوع، وكشفت الفتاة عن كثرة مطالباتها ومعاناته، مع إداريي السكن الجامعي في حماة، والتي تشهد كثافة سكانية كبيرة، وارتفاع في أجور المنازل

ويتوافد الطلاب إلى جامعة البعث فرع حماة، للدراسة بمختلف اختصاصاتها، كان السكن الجامعي حجر الزاوية بالنسبة للطلاب الوافدين من قراهم ومناطقهم البعيدة سواء التابعة لمحافظة حمص أو باقي المحافظات، وبالنظر إلى تزايد عدد هؤلاء الطلاب فقد شكل هذا ضغطاً على السكن الجامعي، وهناك الكثير من المعاناة للطلاب في تأمين سكن جامعي.

وتحدث طالب معهد صناعي نحن كمعهد تابعون لوزارة التربية يضعوننا بآخر الأولويات في السكن الجامعي، رغم أنني أقطن في ريف طرطوس، وكثيراً ما أتأخر عن الدوام بسبب السير، فأمنع من الحضور، برغم أننا مطالبون بنسبة حضور، إذا لم نحققها نرسب، لذلك أضطر للإقامة عند أقاربي لأحضر في الوقت المناسب، برغم الإحراج في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي نعيشها، وأغلب زملائي في المعهد من ريف حماه وطرطوس لديهم نفس المعاناة حيث أن السير مؤمن للمحافظات الأخرى لكنه نادر إلى الريف.

أما محمد من ريف حماة في نفس المعهد فقال ليس لي أقارب في حماة ولا قدرة مادية لاستئجار منزل والسير من حماه لقريتي قليل جداً، وقد أرهقنا من أجور المواصلات يومياً ولم أتمكن من الحصول على سكن جامعي حتى الآن، نتمنى النظر في أمرنا وإيجاد حلّ إسعافي لاستيعابنا في السكن حتى تنتظم الأمور.

وتحدثت سناء وهي طالبة كلية تمريض “أقطع يومياً مسافة 60 كم حتى أصل لمدينة حماة، ودائماً لا أتمكن من حضور المحاضرة الأولى، واضطر للانصراف قبل بداية المحاضرة الأخيرة لأتمكن من اللحاق بآخر وسيلة نقل ذاهبة للقرية، وبرغم أنني في السنة الثانية إلا أنني لم أحصل على الغرفة في السكن سوى أمس، ويعود ذلك لتأخر جامعتي بإصدار قوائم الطلاب الذين يحق لهم الإقامة في السكن، وتبين سناء أن هذه معاناة العديد من الطالبات والطلاب، حيث أن هناك البعض منهم لم يتمكن من الالتحاق بالدوام في الجامعة نتيجة عدم حصولهم على السكن الجامعي.

وعلى الرغم من سوء السكن إلا أنه يحل الكثير من المشاكل، سناء قالت عن وضع السكن مبينة أن وضع السكن في أغلب الوحدات سيئ جداً، فنحن نتسلم بعض الغرف ليس لها شبابيك ولا أبواب ولا مآخذ كهرباء ولا إنارة وإن وجدت الأبواب فلا أقفال، وقد قمت العام الماضي بإصلاح قفل الباب ومآخذ الكهرباء على حسابي الشخصي مثل أغلب زملائي.