لكل السوريين

تصل لـ ملايين.. الأسر السورية تختصر المؤون الشتوية لارتفاع أسعارها

حمص/ بسام الحمد

تبدأ الأسر السورية بشكل عام وفي مدينة حمص بشكل خاص بتحضير المؤون الشتوي في هذا الوقت من كل عام من مكدوس وكشك ودبس البندورة والمربيات لكن هذا العام يختلف الأمر بس الارتفاع الكبير في الأسعار، فالظرف المعيشي الصعب لغالبية الأسر في حمص جعل المونة مجرد حلم صعب المنال أو لنقل صعب المذاق، ومحظوظ من يستطيع تأمين الحدّ الأدنى من تلك الحاجيات في ظل ارتفاع تكاليفها قياساً بالمستوى المعيشي الصعب.

 

وبلغ سعر كيلو الباذنجان مابين 600 إلى 900 ليرة حسب الصنف، أما الفليفلة الحارة فيصل سعر الكيلو الواحد منها إلى 1500 ليرة، وسعر كيلو الثوم نحو 1000 ليرة، وسعر كيلو الجوز في السوق نحو 40 ألف ليرة، وسعر تنكة الزيت 300 ألف، أضف إلى ذلك تكاليف أخرى كالغاز، حيث يصل سعر الأسطوانة في السوق السوداء إلى نحو 90 ألفاً، وبحسبة بسيطة وقياساً بالأسعار السابقة التي ذكرها رئيس دائرة الأسعار، فإن تكلفة 100 كيلو مكدوس تتجاوز الـ700 ألف ليرة!.

 

أما بالنسبة للجبن فسعر الكيلو في السوق حالياً 12 ألف ليرة، وبالتالي فإن سعر تنكة الجبن قد يصل إلى 250 ألفاً، وتحتاج الأسرة السورية لتنكتين كحدّ أدنى، أما سعر كيلو القريشة لصنع الشنكليش فيصل إلى نحو 12 ألفاً، في الوقت الذي تحتاج الأسرة لـ40 كيلو كحدّ أدنى أي ما يزيد عن 450 ألف ليرة.

 

وعلى اعتبار أن إنتاج الزيتون هذا العام متدنٍ فقد يصل الكيلو منه إلى نحو 5000 ليرة وتحتاج الأسرة الصغيرة لـ50 كيلو، أما الزيت فيصل سعر التنكة حالياً إلى 280 ألفاً ويحتاج كل منزل لنحو 6 أو 7 تنكات منها تُقدّر تكلفتها بأكثر من مليونين، وبعملية حسابية سريعة فإن مؤونة هذا العام قد تكلف المواطن نحو 4- 5 ملايين ليرة، وهو بلا شك رقم فلكي بالنسبة للأسر الفقيرة محدودة الدخل!.

 

على الرغم من إمكانية تحايل بعض المواطنين على الكثير من الحاجيات الضرورية وتدبير أمورهم، ولكن التحايل على الموضوع لا يبدو ممكناً اقتصادياً لأسباب متعدّدة، أهمها تدني القدرة الشرائية لأغلب المواطنين بسبب ضعف الدخول، وفي ظل هذه الظروف طالما أن الفجوة لازالت كبيرة بين الرواتب ومتطلبات الحياة الأساسية بحدودها الدنيا، وهذا غير قابل للجسر بشكل عملي.

 

وفي الوقت الحالي ونتيجة الظروف الاقتصادية تلجأ الأسر الحمصية والسورية بشكل عام للتركيز على مادة واحدة أو مادتين من المونة كالمكدوس مثلاً وبتكاليف تكاد تكون مقبولة نوعاً ما من خلال شراء أصناف أقل جودة كفستق العبيد بدلاً من الجوز، والتقليل ما أمكن بالكميات كما يمكن أن يستغني المواطن عن الجبن واللبنة والشنكليش والمخللات وغيرها من هذه الأصناف، والاقتصاد بزيت الزيتون وزيوت الصنف الأول، ومع ذلك سيبقى مهزوماً بالديون في حال تأمين تلك الحاجيات بالحدّ الأدنى.