لكل السوريين

السورية للتجارة تمنح الموظفين قروضاً للقرطاسية والفقراء يصارعون وحدهم

ريف دمشق/ روزا الأبيض 

فتحت السورية للتجارة باب التقسيط للقرطاسية والألبسة المدرسية للعاملين بالدولة على مصراعيه بسقف 500 ألف ليرة بمناسبة قرب بدء العام الدراسي في دمشق وريفها، أما شريحة غير العاملين سيتحملون الأعباء الكارثية التي يحملها هذا الشهر لهم بدءاً من المونة وليس انتهاءً بشراء مستلزمات المدارس الحكومية والتي هي الأخرى لا ترحم الأهالي في طلباتها المتكررة من قرطاسية خاصّة لكل مادة وغيرها من رسوم الدفع غير واضحة الجدوى للطلاب والأهالي معاً، متجاهلين توجيه وزارة التربية بعدم التشديد على الالتزام باللباس المدرسي الموحد.

وتتخوف الأسر السورية من أعباء هذا الشهر والشهر الذي يليه حيث لا يلبث أن تخرج الأسر السورية والأسر الحمصية على وجه الخصوص من أعباء هذا الشهر وما يترتب عليه من تجهيز مونة وتكاليفها المرتفعة جدا حتى يدخلون في شهر أيلول حيث تجهيز أبنائهم الطلبة وارتفاع تكاليفها من قرطاسية وألبسة، ويعاني السوريون من أوضاع اقتصادية سيئة، وتزيد تلك الأعباء على الأسر التي لا يوجد لديها موظف في السلك الحكومي.

وتتحاوز أسعار القرطاسية من دفاتر وأقلام أسعار العام الماضي بنسية بلغت الـ 100% أمام عين حماية المستهلك والتي لا يخلو شارع من جولاتها الرقابية وضبوطها التي لا تسمن ولا تغني المواطن من جوع، إذ لا زالت الأسواق وخاصّة في موسم التنزيلات الوهمية تشهد ارتفاعات وتجاوزات تصب منفعتها في جيب التجار أولاً وأخيراً، الأمر الذي استدعى الكثير من الأهالي إلى الاكتفاء بملابس العام الماضي أو شراء اللباس المدرسي المستعمل البالة الذي وجدت سوقاً لها على صفحات التواصل الاجتماعي هي الأخرى بعد أن تجاوز سعر المريول المدرسي ذو النوع الجيّد الـ40 ألف.

ويُضاف له سعر القميص والحذاء والقرطاسية المدرسية ليفوق استعداد طالب مدرسي للعام الدراسي ال300 ألف في أسوء الأحوال، الأمر الذي يستدعي خوض الأهالي في معارك القروض والسلف والاستدانة وعدم الوقوف عند قرض ال500 ألف الخاص بالسورية للتجارة والذي لا يكفي تجهيز أكثر من طالب ونصف في العائلة الواحدة.

وعلى الرغم من ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية إلّا أن الأسواق شهدت هذه الفترة انتعاش مقبول بالنسبة للتجار بعد فترة ركود رافقت فصل الصيف نتيجة ارتفاع أسعار الألبسة والأحذية وعزوف المواطنين عن شرائها، لكن ومع عدم وجود خيارات كثيرة أمام الأهالي لشراء اللباس المدرسي الضروري لأبنائهم كانت مصائبهم في الدفع هذه المرّة ككل مرّة يجني فوائدها التجار الذين قدموا أعذارهم المكررة في عودة التذبذب الحاد لسعر الصرف في السوق السوداء من جديد، ناهيك عن إغلاق الكثير من معامل وشركات تصنيع الألبسة والأحذية بعد الارتفاع الكبير الذي طرأ على أسعار الأقمشة والخيوط بالإضافة إلى ارتفاع أجور اليد العاملة وغيرها من الأسباب التي تضطرهم لرفع الأسعار تجنّباً للوقوع في الخسارة.