لكل السوريين

نظرا لقلة إنتاجه.. “التعفير” الوسيلة الوحيدة لقطف زيتون اللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي

مرت هذه السنة بقحط وشحط على كل الناس وتشد وتشتد لتضيق عليهم سبل الحياة، وفي هذه الأيام الشتوية يصول الناس ويجولون في كروم الزيتون لجنيها وتقطير الزيت وتعبئة مونتهم منها والذي يعد مخزوناً رئيسياً يحرك مطبخ البيت، وتراهم هذا العام جميعهم تصيبهم حالة يأس شديد من حصولهم على إنتاج جيد.

وعلى الرغم من أن محافظة اللاذقية وأريافها من أكثر المحافظات السورية إنتاجا للزيتون، إلا أن قلة الإنتاج هذا العام جعل عملية قطافها على شكل “تعفير”.

والتعفير هو عملية تجميع المحاصيل القليلة من المزروعات، وعادة تكون بعد أن يتم قطاف المحصول، ولا تحتاج إلى مجهود كبير للقطاف، وهذا ما حصل مع أهالي اللاذقية هذا العام بالنسبة لمحاصيل الزيتون.

وارتفع سعر كيلو الزيتون للمونة إلى ألف ليرة فما فوق بحسب نوعه وصنفه، في حين أن كيلو الزيت فقد تجاوز الـ 5 آلاف ليرة.

منال، سيدة من ريف جبلة، تقول “لدينا بضعة أشجار ونعفرها مثل غيرنا، سابقا كنا نعفر بعد أن نكون قد جمعنا المحصول مرتين، والآن القطفة الأولى باتت تعفيرا، هذا العام خسرنا كثيرا، المصاريف غالية، والإنتاج لا يكفي لمؤونة البيت”.

أم بشار، وهي أيضا من جبلة، أشارت إلى أنها لا تملك أرضاً ولا زيتوناً وتأتي من مدينة اللاذقية مع جارتها لتعفر بعض الحبات في قرى عدة، وأن التعفير أصبح بمثابة عمل لها، فعلى مدار تعمل بالتعفير هي وبنتها.

في حين أن سامية، لفتت إلى أنها هذا العام لن تدخر الزيتون بنسبة كبيرة لمنزلها، كما كانت تدخره في الأعوام السابقة، حيث أن قلة الإنتاج تؤدي إلى ارتفاع سعره في الأسواق، وبالتالي يصعب على المواطن ادخاره في ظل أوضاع اقتصادية خانقة تعيشها مناطق الحكومة السورية.

وانخفض انتاج سوريا من الزيتون إلى نسب كبيرة، بعد أن كانت محافظات الساحل تشكل أكثر من 70% من إنتاج البلاد من الزيتون.

ويعود سبب انخفاض الإنتاج بحسب مزارع تحفظ على ذكر اسمه، إلى عدة أسباب، أبرزها ارتفاع أسعار التكلفة، ولا سيما السماد الذي يعد الداعم الأساسي لأي محصول.

وارتفع سعر السماد في مناطق الحكومة إلى الضعف عن سعره قبل عام تقريبا، وتخضع سوريا لعقوبات اقتصادية أدت إلى خسارتها الكثير من ميزاتها الاقتصادية.