لكل السوريين

وسط وضع معيشي سيء.. فنانون سوريون يعلنون دعمهم للأسد في الانتخابات الرئاسية

يتضح للمتجول في مناطق سيطرة الحكومة السورية امتلاء الشوارع الرئيسية والفرعية بصور ترشح بشار الأسد للدورة التي تقام انتخاباتها حاليا، فعلى الرغم من انتهاء الولاية الثالثة فعليا للأسد إلا أنه يصر على ترشيح نفسه للرابعة، وسط دعم كبير من قبل شريحة واسعة من الفنانين السوريين.

وما إن أعلن الرئيس السوري بشار الأسد عن إعلان ترشحه للانتخابات، حتى انهالت حملات التأييد من قبل شريحة من فنانين وأكاديميين سوريين لهم باع طويل في الفن السوري، ليعلنوا بذلك إصرارهم على موقفهم الحالي الذي بقوا عليه منذ بداية الأزمة في البلاد.

ورغم ما تمر به سوريا من أزمات معيشية واقتصادية صعبة، اقترنت باستمرار الرئيس الحالي بشار الأسد على بقائه على رأس الهرم في سوريا إلا أن حملات التأييد لبقائه مستمرة.

ويصر الأسد على إجراء انتخابات رئاسية أعلن نفسه فيها كطرف غير قابل النقاش بعدم نجاحه أو حتى بحصول منافسيه المعينين بالأسماء فقط على نسبة لا بأس بها من الأصوات، وسط رفض دولي واسع.

وفي مقابلة له مع قناة سكاي نيوز عربية، الإماراتية، أعلن الممثل السوري أيمن زيدان، تأييده لترشح الأسد، وأكد فيها أنه لن يدعم سوى الرئيس بشار الأسد.

وقال أيمن زيدان “أنا سأدعم من بقي 10 سنوات لم يغادر سوريا، لم يهرب خارج سوريا، بقي متمرسًا طوال الحرب، رغم أن المسلحين وصلوا على أعتاب دمشق، أكيد سأدعم بصراحة يعني سأدعم الرئيس الدكتور بشار الأسد”.

موقف زيدان يأتي على الرغم من انتقاده في العديد من المناسبات الأزمات المعيشية بمناطق سيطرة النظام السوري وعدم القدرة على التعبير عن هذه الأزمات بشكل نقدي بحرية كاملة.

وحددت المخرجة رشا شربتجي موقفها من الانتخابات الرئاسية، فقالت لصحيفة “الوطن” المحلية إن الانتخاب حق وواجب على كل سوري، و”الاستحقاق الرئاسي موعد لتجسيد إرادة السوريين في اختيار مرشحهم بكل ديمقراطية وحرية ومسؤولية”.

واعتبرت الفنانة السورية روعة ياسين أن بشار الأسد هو “صمام الأمان لسورية والسوريين”، حسب تعبيرها، مؤكدة بذلك أنها ستختار الأسد لولاية أخرى، مشجعة بذلك السوريين للمشاركة في هذه الانتخابات.

غادة بشور الفنانة السورية التي كانت ضمن وفد النظام في “سوتشي” عام 2018، أبدت تأييدها لإقامة الانتخابات في موعدها وقالت إنها ستختار الأسد لولاية أخرى.

كما دعمت الفنانة السورية ميسون أبو أسعد العملية الانتخابية الحالية، ودعت عبر حسابتها في “إنستجرام” متابعيها لمشاركة أصواتهم بانتخاب رئيس الجمهورية، على الرغم من تعارض هذه الانتخابات مع القرارات الأممية التي تربط الانتخابات بانتقال سياسي شامل، “مرضٍ لجميع السوريين”.

وعلى الرغم من أن ترشح شخص ما لمنصب الرئاسة لا يكون بشكل أبدي، قانونيًا، قالت الفنانة السورية رنا أبيض إن “بشار الأسد هو مرشحها دائمًا وأبدًا”.

واختار كل من الفنانين السوريين باسم ياخور وفادي صبيح ووائل رمضان وخالد القيش تأييد بشار الأسد بحملته الانتخابية للرئاسة هذا العام، وفق ما نشرته صحيفة “الوطن” المحلية.

وشجعت الفنانة السورية سلمى المصري السوريين على المشاركة في هذه الانتخابات، كونها ترى بأن الشعب السوري سيختار “قائده بكل نزاهة، بعيدًا عما يحاول الأعداء بثه”.

وتباينت مواقف الفنانين السوريين حيال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ بداية العام 2011، ففي الوقت الذي أيدها بعضهم ذهب آخرون إلى الوقوف مع الحكومة السورية والانحياز لها.

وأطلق الأسد حملته الانتخابية الرسمية تحت اسم “الأمل بالعمل”، وقبل إطلاق الحملة رسميًا، خرج موالون للنظام السوري بمناطق مختلفة من سوريا، تعبيرًا عما يطلقون عليه “الوفاء للأسد”.

ومع رفض الحكومة السورية أي حلول سياسية مقترحة، وعدم التزامها بقرارات الأمم المتحدة لإنهاء النزاع في سوريا، ضيّقت العقوبات الأمريكية والأوروبية الخناق عليها، واستنزفت الاقتصاد الذي تديره، وصاحب ذلك تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) وما خلّفته من آثار اقتصادية.

وانعكس ذلك على حياة السوريين اليومية غلاء وارتفاعًا في أسعار المواد الأساسية، وصعوبة في تأمينها، وانخفاضًا في قيمة العملة الوطنية، وتدنيًا في قيمة الدخول والأجور والرواتب.

وترافق مع انتشار طوابير بشكل شبه يومي أمام الأفران لتأمين الخبز، وأمام محطات الوقود لتأمين المحروقات، وسط عجز عن تأمين الحد الأدنى من المحروقات اللازمة للقطاعات الخدمية والاستهلاك اليومي للسكان.