لكل السوريين

الروتين الإداري ومتاعب المواطنين

سلاف العلي 

الروتين الإداري ظاهرة معقدة غير حضارية متفشية في أغلب المؤسسات العامة ويشكل عائقاً يحول دون إنجاز المعاملات والمراجعات للدوائر الحكومية ويثير متاعب المواطنين ويأخذ الكثير من وقتهم لإتمام معاملاتهم ما يسبب اليأس والملل لدى المراجع.

الروتين شكل من الفساد الإداري في سير المعاملات وهدر لجهد ووقت المراجعين الذين ينتظرون بطوابير طويلة لساعات عديدة وقد تستمر لأيام من اللهاث والدوران دون جدوى في أروقة الدوائر الحكومية لإتمام إجراءات معاملة بسيطة, ويشكل مدخلاً للفساد عندما يقوم الموظف عمداً بتأجيل معاملة المراجع ليوم أو أسبوع أو أكثر بغية فتح ثغرة لابتزازه ومساومته, وهناك معاملات تحتاج إلى أوراق وثبوتيات رسمية لإنجازها غير واضحة للمراجع وما عليه إلا المراوحة في دوامة الانتظار أو التجاوب على مضض لطلبات الموظف وإكرامه وجبران خاطره.

فيما يخص المشاريع الحكومية هناك مشاريع ودراسات مشاريع مضى على إقرارها عشرات السنين  ومازالت على الورق أو الهيكل الأمر الذي تسبب بخسارة الكثير من الأموال على خزينة الدولة بسبب الروتين المتغلغل في بعض الوزارات والمؤسسات العامة, حيث يتوقف المشروع وتتم إحالته إلى اللجان المختصة التي تعيده إلى المصدر لاستكمال الدراسة أو المراجعة وإبداء الرأي بهدف تحقيق الاستفادة المالية والمنافع الشخصية إلى أن يموت في الأدراج, وهناك الكثير من المشاريع المتعثرة بسبب الروتين أو قصور الدراسات والترهل الإداري وغياب المبادرة وعدم الجرأة على اتخاذ القرار, ويتداخل الروتين مع الفساد من خلال إعادة الدراسات مرات عديدة للتعديل أو التصحيح ما يؤدي إلى التأخير في التنفيذ وهدر الوقت وسرقة المواد وعدم الالتزام بالعقود الموقعة من قبل المتعهدين لتحقيق أعلى نسبة ربح ممكنة.

التقدم العلمي والتقني وطبيعة العصر تفرض السير في طريق الحكومة الالكترونية للقضاء على الروتين باستخدام الحاسوب والأنترنت لحفظ المعاملات والسجلات ومراجعتها والحفاظ عليها من الضياع, والتخزين الصحي الآمن للأضابير لحمايتها من العبث والرطوبة والتلف, وإنهاء معاناة المواطنين من الانتظار أمام أبواب الدوائر الحكومية من خلال مراقبة عملها بكاميرات تصوير وبث حي توضع في كل دائرة, والتأكيد على الجانب الإنساني في تعامل الموظف مع المراجع ومساعدته في إنجاز معاملته والتخفيف عنه قدر الإمكان ومحاسبة الموظفين المتقاعسين والمقصرين, وهناك بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية أطلقت برامج الخدمات الالكترونية والنافذة الواحدة ونالت استحسان المواطنين ووفرت عليهم الجهد والوقت والابتزاز والمال.