لكل السوريين

حلول التنظيم المروري تعاني من عسر الولادة

تلحظ مدن شمال شرق سوريا ازدحاما مرورياً يتصف بالكثير من الصفات، ولعل أهم هذه الصفات تتمحور حور عشوائيات ركن السيارات وعشوائية السير في الطرقات والخطورة في القيادة، بسبب عدم وجود الإشارات المرورية، وكذلك عدم التقيد بحدود السرعة في المدينة للسيارات، والسؤال الذي يطرح نفسه هل إدارة المرور يعيشون في هذه المدن؟، وفي حال كانوا يعيشون في هذه المدن لماذا لا يوجدون حلولاً تقلص من حجم هذه الازدحامات غير الآمنة في هذه المدن.

ولعل من أكثر المدن التي تعاني من هذه الأزمة هي مدينة الرقة، ولعلنا نسمع من الشتم واللعن في قارعة الطرق الرئيسية في هذه المدينة من قبل السائقين الكثير، وقد يكون هتافا، فإذا أردت المرور بشارع النصر أو في شارع تل أبيض أو في شارع 23 شباط في وقت الذروة عليك أن تتحلى بالكثير من الصبر، وأن تقنع نفسك مرارا وتكرارا بأن الخلاص من هذا الازدحام سيكون قريبا، ولن تنتفع في حال زاد التوتر لديك أو أصبح وجهك محمراً من الغضب، بل سوف تعرض نفسك لحادث قريب، وخوفاً على نفسك يجب تجنب هذه الحالة النفسية البغيضة.

ومن الجدير بالذكر بأن هذه الطرق التي ذكرت إذا اضطررت بالسير فيها لشاهدت فيها من العجب الكثير، حيث أن السيارات تكون مركونة على ثلاثة أرتال، وتجد أيضا بسطات الباعة موجودة على الجانب الأخر، ويبقى هنالك حيز ضيق للعبور، كم يتنفس من ثقب الإبرة دون وجود رقيب أو عتيد.

ولعل الجميع يتحدث عن بسطات الباعة ويتركون السيارات، وهذا ما اعتدنا عليه في حياتنا المجتمعية، العين تكون راصدة وناقدة للفقير، ودائما وهذا ما نشهده من هجوم ناقد على أصحاب البسطات، الذين يعملون ليطعموا عوائلهم، بينما الأغنياء أصحاب السيارات الذين يركنون سياراتهم كيفما أرادوا لا يوجد من ينتقدهم ولا حتى من يلقي اللوم عليهم، وهم أصحاب حقٍ في ذلك.

وهذه مظلمة اجتماعية تتمخض من الأمراض الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع، وربما سمعنا بأن هنالك كراجاً أحدثته بلدية الشعب في الرقة، وتكلمت كثيرا عن خطة تنظيم مروري ومواقف مأجورة في الطرق الرئيسية، مما يخفف الازدحام وينقذ الأرواح، ولكن وعودها لازالت حبيسة الولادة المتعسرة.

وللأسف لم نجد طبيباً ناجحاً يجري العملية بشكل ناجح ويخلص المدينة من معاناتها، وفي حال غياب الطبيب سنبقى على هذا الحال من العشوائية في الحركة المرورية، وسنلحظ زيادة في هذه الازدحامات بسبب انخفاض سعر السيارات وتحسن الوضع المعيشي والاقتصادي بشكل تدريجي، وكلنا أمل بأن حلولا قريبة ستلوح في الأفق ونشهد مرورا آمناً وسهلاً في طرقنا المزدحمة.