لكل السوريين

العودة إلى عفرين.. لوحة فنية تعكس آمال مهجر بالعودة لمدينته المحتلة

جسد أهريمان حلم كل عفريني بالعودة إلى عفرين عبر لوحة فنية، حيث عكس صورة الهجرة من على جبل ليلون الواقع جنوب شرق مدينة عفرين المحتلة إلى لوحة تمثل البهجة والفرح بالعودة على الطريق ذاته.

يحاول الفنان أهريمان حسن التعبير عن حلم كل عفريني بالعودة إلى دياره، من خلال لوحته التي عرضت في فعاليات ملتقى روج آفا الثالث للفن التشكيلي التي انطلقت فعالياته في 19 أيار الجاري في مركز محمد شيخو بمدينة القامشلي، والتي بعثت الأمل في قلوب كل من نظر إليها.

أصوات القذائف وصراخ الأطفال والأمهات ومشقة الطريق نتيجة النزوح على طريق جبل ليلون في بلاد الزيتون آخر ما يتذكره كل عفريني عاش مقاومة ضد الاحتلال التركي 58 يومًا.

في الـ 20 كانون الثاني من عام 2018 وفي الساعة 16:22 شن جيش الاحتلال التركي هجومًا عنيفًا على مقاطعة عفرين، حيث تحولت سماء عفرين إلى ميدان سباق للطائرات الحربية التابعة لدولة الاحتلال التركية، التي بدأت بضرباتها الجوية بـ 72 طائرة فوق منطقة تبلغ مساحتها 3850 كيلومترًا مربعًا فقط، لتحتلها في الـ 18 من آذار/ مارس من العام ذاته بعد مقاومة تاريخية دامت 58 يومًا.

ولحظة نزوح أهالي عفرين من مدينتهم في الـ 18 من آذار وهم يتجهون نحو مقاطعة الشهباء، انتشرت صور كثيرة لقوافلهم وبشكل خاص عند وصولهم إلى جبل ليلون أو ما يعرف بجبل الأحلام الواقع جنوب شرق مدينة عفرين، وهم ينظرون إلى مدينتهم النظرة الأخيرة، إلا أنهم لم يستسلموا للاحتلال، وواصلو مقاومتهم في مقاطعة الشهباء، وأمل العودة إلى ديارهم لا يفارق مخيلتهم.

الأمل الراسخ في مخيلة الآلاف من أبناء عفرين، استطاع الفنان التشكيلي أهريمان حسن التعبير عنه من خلال ريشته ولوحته التي شارك بها في ملتقى روج آفا الثالث للفن التشكيلي، والتي أصبحت محط أنظار العشرات من المشاهدين والمشاركين في الملتقى.

أهريمان حسن من أهالي عفرين، ولد في مدينة حلب السورية، وأكمل مراحل دراسته في مدارسها، ثم التحق بمعهد الفنون الجميلة هناك، انتقل بعدها إلى مدينته عفرين مرة أخرى ليصبح معلمًا يدرب أبناء مدينته على الرسم.

أهريمان وعلى الرغم من أنه ولد في حلب وقضى مراحل عمره فيها إلا أن شخصيته تميل إلى عفرين أكثر، كون تاريخ أجداده فيها، وفي كل لوحة رسمها كانت تعبّر عن واقعة مرت به مدينته، وأراد أن يعكس مشهد النزوح بلوحته إلى صورة العودة إلى الديار.

لوحته المرسومة بالألوان الزيتية، والملونة بالألوان التي تعبّر عن طبيعة عفرين الخلابة، تحمل كافة تفاصيل العودة والبهجة، فكل تفصيلة رسمها أهريمان تعبّر عن قصة من قصص بلد الزيتون.

وباعتماده على مقاييس اللوحة 125سم × 95سم، حمّل أهريمان العديد من التفاصيل، ففي أعلى اللوحة تظهر طبيعة عفرين الخضراء، وفي الأسفل مجموعة من النساء والأطفال وكبار السن وهم عائدون إلى عفرين على طريق جبل ليلون (جبل الأحلام) سيرًا على الأقدام، مرتدين الزي الفلكلوري الكردي، وحاملين الطبل والمزمار الذي يتميز به العفرينيون، وسط مشاعر البهجة والفرح، ورافعين شارات النصر وراية الحرية.

“لوحتي ستتحول إلى حقيقة يعيشها كل عفريني”

ويقول أهريمان حسن إنه سعى من خلال لوحته إلى تجسيد حلم كل عفريني وقال: “الكثير من الفنانين رسموا لوحات فنية تشير إلى آلام مُهجّري عفرين، ولكن أنا بلوحتي أردت إدخال البهجة والأمل إلى قلوب كل مُهجّر سواء كان من سري كانيه أو كري سبي أو عفرين”.

وعن المدة الزمنية التي استغرقها في رسم لوحته تابع حسن حديثه “استغرق رسم اللوحة عامًا ونصف، لأنني كلما جلست أمامها لأرسم شيئًا كنت أشعر بالألم والأمل في نفس الوقت، وخلال رسمي لهذه اللوحة شعرت وكأنني أعود إلى عفرين في الحقيقة وليس عبر اللوحة الفنية فقط”.

مؤكدًا بالقول “لوحتي ستتحول إلى حقيقة يعيشها كل عفريني، وسنعود إليها يوما ما”.

وكالة هاوار الإخبارية