لكل السوريين

كلمة تعريفية حول الإضاءة في المسارح

للإضاءة في المسرح دور أساسي في إضفاء رونق حقيقي على أي عرض على الخشبة وإيصال الرسالة الحقيقية له. ولطالما فقدت كثيراً من العروض المسرحية رونقها بسبب تشويه عنصر الإضاءة لها…

قبل الحديث عن تصميم الإضاءة في المسرح، لابد من التحدث عن الضوء، أي شكل له خطوطه الخارجية التي تجسّمه، ولولا الضوء لما تأثرت أعيننا بهذا الشكل، فمن البديهي معرفة أن وظيفة الإضاءة هي إعطاء المتفرج رؤية واضحة، وعلى المسرح الإضاءة تظهر حركات الممثلين وتعبيراتهم وهناك فرق بين الإنارة والإضاءة كالفرق بين الواقع والفن.

الإنارة تجعل من رؤية المتفرج للمشهد أمراً ممكناً، أما الإضاءة المسرحية هي لغة فنيّة تصاغ بشكل مدروس ومحدد لإضفاء دلالة أو حالة نفسية محددة ومقصودة بحد ذاتها وللإضاءة وظائف عدة:

1- تحقيق الرؤية وهي أبسط وظيفة..

2- التأكيد والتركيز.

3- التكوين الفني والمقصود هنا أن لها جمالياتها من خلال اللون والتمازج والتقنيات الحديثة التي تغني العمل الفني.

4- خلق الجو الدّرامي /فرح – خوف- قلق- إلخ../

5- الإيهام بالطبيعة: وهي تقريب الواقع قدر الممكن للمتفرج.

6- دلالة الزمان والمكان.

وكل ما ذكر أعلاه عن الإضاءة والضوء هي أدوات بيد المصمم ليتمكن من تصميم إضاءة مسرحية لأي عرض، إضافة طبعاً إلى أنه يتوجب عليه قراءة النص المسرحي، ثمّ حضور البروفات والمناقشة مع المخرج ليتم تحديد النقاط والمفاصل الأساسية في العمل لتوظيف ذلك لخدمة العمل المسرحي وإعطاء أفضل حالة فنية بصرية للمشهد الواحد، وبعد ذلك يتم وضع خريطة لتوزيع أماكن الإضاءة بما فيها اللون والشدّة وزوايا الأجهزة، وفي كثير من الأحيان يصبح الظلّ والظلام إضاءة بحد ذاته وفقاً لحالات معينة.

لا يمكن لأي شخص احتواء كل مفردات الإضاءة في عالم التصميم، لأنه بعد هذه الثورة الرقمية أصبح كل يوم شيئاً جديداً يجب التعرف عليه لتوظيفه في هذا المجال.

العمل مع مرور الوقت يصبح تراكم خبرة، ويستمر هذا التراكم والمعرفة حتى الوقف عن العمل، عندها نتحدث عنه كتجربة، وفي الفن بشكل عام لا يوجد مراتب فإما إبداع وأفكار جديدة أو لا فن، أما بالنسبة لإشكاليات العمل فهي كثيرة لأنها قاعدة من قواعده بشكل عام، يجب استثمارها وتسخيرها لخدمة العمل وفي أحيان أخرى تجاوزها.

ا ـ ن