لكل السوريين

سوريات: الأزمة جعلتنا رجالاً بمظهر نساء

أفضت الحرب التي طال رحاها في سوريا لظهور عادات مجتمعية لم يعتدها السوريون مطلقا، فمن النادر أن المتجول في الشارع السوي يشاهد نساء يخرجن للعمل، لكن تأزم الوضع الاقتصادي وانعكاسه سلبا على المعيشي أدى إلى ذلك.

الغرض الأساسي هو الحصول على لقمة العيش، بعد أن كان ذلك من مهام الرجال، فما إن تتجول في شوارع دمشق وحلب العريقتين، حتى يسوقك نظرك لمشاهدة نساء يمارسن أعمالا لم يكنّ مكرهات على ممارستها من قبل.

كاميرا صحيفتنا تجولت في أحياء العاصمة دمشق، والتقت بالمواطنة بيداء علي، صاحبة الـ 30 عاما، تعمل في صالون تجهيز عرائس، فقالت “قبل الأزمة كانت النساء تخشى العمل، الآن لم يعد هناك مانع من خروج المرأة للعمل، فالوضع المادي سيء للغاية”.

وتضيف “كان الرجال سواء الأزواج أو الآباء أو الإخوة، هم فقط من يخرجون للعمل، في حين أننا نحن النسوة لا نعمل إلا في المنزل أعني الأعمال المعتادة من تحضير للطعام، وغسل للملابس، وغيرها”.

تأنيث مهن خاصة بالرجال

في حلب الشهباء، التي تعتبر العاصمة الاقتصادية لسوريا، افتتحت بارو مانوكيان، من المكون الأرمني السوري، ورشة ’’بارو أزياء’’، بارو قررت امتهان صناعة محتكرة من قبل الرجال فقط، إلا أنها قررت العمل فيها رغبة منها لتأمين لقمة العيش، لا سيما وأنها مطلقة منذ بداية الأزمة في البلاد.

الورشة التي شكلتها بارو مؤلفة من نساء فقط، أي أنها حولت الورشة الذكورية لورشة نسائية، أغلبهن أرامل أو مطلقات، وتقول “لم نعد نخشى التحفظ المجتمعي على مشاركة المرأة في الأعمال، الوضع الذي تمر به سوريا هو من دفعنا للقيام بهذه الأعمال”.

حياة، عاملة في الورشة، تقول “كان زوجي يمنعني من الخروج إلى العمل، لكن بعد أن ارتفع كل شيء في سوريا، أصبح راتبه الذي يتقاضاه لا يكفي لتأمين المعيشة طيلة الشهر، فرضخ للأمر الواقع وسمح لي بالعمل، لا سيما وأنه تجاوز الـ 50 من العمر”.

في حين أن ماريا كلزي، صاحبة الـ 44 عاما، وهي أيضا عاملة في الورشة، أشارت إلى أنه لكونها أرملة، ولديها 6 بنات جاءت للعمل، حيث أن طفليها قتلا في معارك حلب قبل عامين.

وفي ردها على سؤال حول اختيارها لعمل أُعتيد أن يمارس من قبل الرجال، قالت “لا يهم أيا كان العمل، فالمرأة في سوريا أصبحت قادرة على ممارسة أي عمل، الأزمة صنعت مننا رجالا بهيئة نساء”.