لكل السوريين

مناشدات لضبط الأسعار في إدلب مع انهيار الليرة التركية المستمر

إدلب/ عباس إدلبي 

حالة من التخبط في الأسواق وعدم الاستقرار تشهدها مدينة ادلب وأريافها في ظل انهيار الليرة التركية مقابل الدولار، الأمر الذي دفع أغلب التجار للتعامل بالعملة الأمريكية الدولار تفاديا للخسارة بسبب تباين سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية وتأرجحها بين ليلة وضحاها وتسببها بخسارة كبيرة لمعظم تجار الجملة.

أما حال المواطن فقد أصبح مزريا ووصل لحد لا يطاق بحسب مواطنين التقت بهم صحيفتنا، ويعود ذلك بسبب الارتفاع الجنوني بالأسعار، حيث أصبح المواطن ما بين سندان الليرة التركية ومطرقة التجار، وأصبح معظم قاطني محافظة ادلب وأريافها وخاصة النازحين في حالة عدم القدرة على تأمين أبسط حاجيات بيوتهم.

وفي جولة قام بها مراسلنا، استهدف من خلالها الأسواق العامة في إدلب، لاحظنا ضعف الحركة الشرائية في أغلب الأسواق، وذلك يعود لارتفاع الأسعار وانعدام شبه كامل لفرص العمل وارتفاع معدل البطالة، بحسب حديث عمر الحامد، أحد التجار في مدينة إدلب، والذي عبر عن سوء الأحوال المعيشية وارتفاع نسبة الفقر بين المواطنين وظهور حالة النباشين من الفقراء على حاويات القمامة.

وأيضا التقى مراسلنا مع عدد من المواطنين بالقرب من أحد الافران في المدينة، ومنهم أبو رياض، في الخمسينيات من عمره، والذي يعمل سائق تكسي، حيث قال “إن معظم العائلات لا تستطيع شراء مادة الخبز بسبب الغلاء، ومنهم من خفض حاجته من الخبز لأكثر من النصف لأن ثمن ربطة الخبز مقارنة بالليرة السورية يساوي 1200 ل.س، وهذا مبلغ كبير إذا ما قارناه بمستوى دخل الفرد إن وجد”.

أما السيدة عائشة، وهي أرملة ونازحة وتقيم في ضواحي مدينة ادلب في بناء مهدم لعدم قدرتها على استئجار منزل بسبب ارتفاع سعر الإيجارات فقد قالت إن “معظم الأيام تنام مع أطفالها دون عشاء معتمدة على أصحاب الأيادي البيضاء ممن يقدمون لها يد المساعدة بين حين وآخر ومثلها الكثيرين ممن ضاق بهم الحال وأصبح دون خط الصفر من شدة الفقر”.

وتعد محافظة إدلب إحدى أكبر المحافظات السورية التي تأوي نازحين من مختلف المناطق السورية، ويزداد فيها معدل الفقر، الذي ترافق بظهور عدة آفات خطيرة لم يكن يعتد عليها المجتمع السوري.

وطالبت جمعيات أهلية الأمم المتحدة بزيادة الدعم لتلافي مجاعة حتمية في أكثر منطقة مكتظة سكانيا في سوريا، وسط مطالبات بإيجاد حل لسرقة المعونات التي تصل للمحافظة التي تقبع على الحدود السورية التركية.

وتخضع محافظة إدلب لسيطرة مرتزقة هيئة تحرير الشام الإرهابية المدعومة من قبل الاحتلال التركي، باستثناء بعض مناطق في الريف الجنوبي، كانت قوات الحكومة السورية قد سيطرت عليها العام الماضي.

ويعيش قرابة 90 في المائة من السوريين تحت خط الفقر المدقع، في وقت لا تظهر فيه بوادر حل لإنهاء أزمة البلاد العالقة منذ بداية العقد الماضي.