لكل السوريين

صيادلة من دير الزور يوضحون سبب ارتفاع أسعار الدواء في سوريا

السوري/ دير الزور ـ “مازال حال صيدلياتنا ومستودعاتنا أفضل بكثير من حال صيدليات ومستودعات الداخل السوري”، بهذه الكلمات افتتح الصيدلاني فايز العبد الله المقيم في بلدة هجين شرقي دير الزور حديثه.

في جولة لمراسل صحيفتنا في أحد شوارع هجين، شاهد تجمعا لشرذمة من المواطنين متجمعين أمام إحدى الصيدليات، وفور مروره ومقابلته للمجتمعين شاهد الناس بين متعجب من سعر الدواء وآخر ساخط لعدم وجود طلبه.

وبهذا الصدد وللتعرف عن سبب التجمع، أجاب الصيدلاني فايز العبدالله، وهو صاحب صيدلية في ناحية هجين، بالقول “لست بصدد المقارنة، لكن ورغم هذا الارتفاع الجنوني في أسعار الأدوية إلا أننا في شمال شرق سوريا لا نزال أفضل حالا من بقية المحافظات السورية، والتي شهدت إغلاق العديد من الصيدليات”.

وبحسب العبدالله فإن السبب الرئيسي لارتفاع الأدوية يعود لعدم مراعاة وزارة الصحة لتدهور العملة، حيث أنها كانت سابقا تدعم سعر المواد الأولية لصناعة الأدوية بما يتناسب مع العملة المحلية، شريطة أن يقوم الصيدلاني ببيع الدواء بسعر تحدده الوزارة، أما الآن فإنها لم تقم برفع سعر الدعم بما يتناسب مع سعر صرف الليرة أمام الدولار، ما دفع العديد من الصيادلة إلى رفع أسعار الأدوية”.

وأردف قائلا “جيء بهذه الأدوية من الداخل السوري وكل مستودع اشترى بالسعر الذي يراه مناسبا حسب فلهوية التاجر، وهذه الفروقات في سعر الشراء أدت إلى فروقات كبيرة في سعر المبيع لنا ومن ثم للمواطن”.

يتابع العبد الله شرحه وإيضاحه لسبب ارتفاع أسعار الأدوية بالقول “بعض الأدوية النوعية التي عليها طلب كبير مثل أدوية الضغط والسكر والمضادات الحيوية نقصت كمية تواجدها، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بنسبة وصلت لـ 50% خلال بضعة أشهر”.

وتشتهر سوريا بجودة الأدوية التي تصنعها بالإضافة إلى فعاليتها العالية، وهذا الأمر أدى إلى زيادة الطلب على الدواء السوري حتى خارج سوريا.

ومع زيادة الضرائب والرسوم الجمركية على الأدوية وخروج بعض المعامل التي تصنع الأدوية عن العمل انخفض معدل الأدوية في الداخل، إلا أن خروج الدواء من سوريا لم يتوقف مطلقا.

توجهت كاميرا صحيفتنا إلى أحد مستودعات الأدوية الموجود في هجين، يسمى مستودع ابن سينا، والتقى مراسلنا بصاحب المستودع، والذي يدعى محمد العلي، والذي قال “يوجد 25 مستودع في أرياف دير الزور الشرقية، منها 4 أو 5 تملك مهنة المزاولة، أما البقية فهي اتخذت مهنة صناعة الدواء كتجارة، تستفيد منها في ظل الأزمة الإنسانية والصحية التي تعيشها عموم البلاد”.

وذكر العلي أن هناك معوقات حالت دون عدم احتواء مستودعه على كافة أصناف الأدوية، وهي عدم تمكنه من جلب الأدوية من حلب حيث يملك مستودعا آخر هناك، متهما جهات عدة بعدم تسيير أمور خروج الدواء صوب مناطق شمال شرق سوريا، التي تعتبرها حكومة دمشق بأنها سوق سوداء.

وأشار العلي إلى أن قانون قيصر ألقى بظلاله على مصانع الأدوية، فانخفاض الليرة أمام الدولار جعل أصحاب المصانع يغلقون مصانعهم بعد أن أقرت الحكومة باستمرار بيع الدواء للصيدليات بالسعر القديم.

تقرير/ علي الأسود