لكل السوريين

الظواهر الطبيعية في منطقة الرقة، وتأهيلها سياحياً

منطقة “الرقة”، في الغالب تعتبر منطقة سهلية خصبة تشمل مناطق كبيرة من حوض “الفرات”، و”البادية” ويزداد ارتفاع التضاريس فيها كلما اتجهنا شمالاً، وترتقي صخور منطقة “الرقة” إلى الزمن الثالث، وأغلبها صخور هشة رملية المنشأ.

وفي “الرقة” يوجد جبل يسميه أهل “الرقة” جبل “الحوار” المحاذي لمجرى نهر “الفرات” من الجهة اليمنى، وقد أخذ هذا الاسم من نوع صخوره الحوارية، وعلى بعد”10″كم شرق الرقة يتوضع في هذا الجبل كهف عملاق فيه ماء بارد جداً، يقدر طوله ب/20/كم.

وإلى الجنوب الشرقي من هذا الجبل وعلى مسافة تقدر بـ/50/ كم تبدأ سلسلة جبال “البشري” التي يقع قسم كبير منها في منطقة “الرقة”. عدا ذلك فإنّ أغلب مناطق “الرقة” سهلية.

لكن الملفت للنظر، أنه في وسط هذه السهول الواسعة من منطقة “الرقة”، توجد بعض البراكين العملاقة، وأهمها بركاني “المناخر” الواقعين على بعد /20/ كم إلى الشرق من مدينة “الرقة”، وعلى ما يبدو أنّ هذه التسمية مأخوذة من شكليهما اللذين يشبها شكل مناخر أنف الإنسان، وهناك تفسير أخر يقول: إنّ التسمية مأخوذة من أن صخور هذه البراكين تبدو وكأنها منخورة من الداخل.

البركان الأول، أو كما يسميه أهل “الرقة” المنخر الأول أو “المنخر” الغربي له شكل اهليلجي في وسطه تقع حفرة عظيمة وعملاقة، وفي الجهة الغربية وضمن ساتر دائري مكون من الحمم والصخور الاندفاعية، تقع قمتان متجاورتان، ارتفاع الواحدة منها بحدود /60/ م تقريباً وكلها سوداء اللون، ويلاحظ وجود طبقة كبيرة من الرماد بعضها يصل إلى ستة أمتار هذا، وقبل أكثر من عقدين من الزمن قام بعض الخبراء الألمان بزيارة هذين البركانين، وقاموا بإجراء تحليلات مخبرية، أكدوا فيها أنّ البركان الغربي، قد خمد قبل أكثر من /65/ ألف سنة من الآن.

أما البركان أو “المنخر” الثاني، فهو الآخر يقع إلى الشرق من “المنخر” الغربي بحدود /10/كم، وعلى استقامة واحدة، ولهذا البركان شكل اهليلجي مثل جاره الغربي، وله ساتر شبه دائري مكوّن في الغالب من الرماد، وفي وسط هذا الساتر تقع مجموعة من المرتفعات الشاهقة أكبرها المرتفع الشرقي، ويلاحظ في وسطه أيضا حفرة عظيمة، وتكوينات طبيعية لها أشكال فنية بديعة، تشكلت بفعل عوامل الطبيعة عبر عشرات آلاف من السنين.

كما يلاحظ وجود طبقات عملاقة من الرماد، وعلى عمق أكثر من /20/ كم من جميع الاتجاهات تكون الأراضي المحيطة بهذين البركانين كلها، مغطاة بالحمم السوداء، التي تفتت عبر العصور على شكل تربة سوداء نتيجة لتعاقب الليل والنهار، وعوامل الطبيعة التي تتمثل بالأمطار وتشكل الطل في أوقات الصباح شتاءً وسطوع ضوء الشمس عليها نهاراً.

وتظل هذه البراكين في وسط سهول “الرقة”، تشكل حالة فريدة، ومن الممكن درجها ضمن أماكن السياحة البيئية هذه. وفي أيامنا هذه أصبح هذين البركانين، محاطين بمزارع التي خضعت قبل عدة سنوات لمشاريع الري والاستصلاح.

وهناك بحيرة سد الفرات، التي تعتبر من أكبر وأنظف بحيرات المياه الحلوة الصالحة للشرب، ولها شواطئ نظيفة وجميلة.. مثل هذه الظواهر الطبيعية والاصطناعية الممتدة على أرض الرقة، لا من تأهيلها سياحياً، وتحويل مثل هذا الأمر إلى مفهوم اقتصادي يدر دخل للأفراد والمجتمع والإدارة، التي تمتلك القدرة على صناعة السياحة تستطيع الاستفادة منها بمختلف الطرق وتحقيق نجاح اقتصادي.