لكل السوريين

التوت البري أو الديس عشبة الساحل السوري

الديس أو العليق أو التوت البري شجيرة قصيرة القامة ذات أغصان هوائية لها القدرة على التسلق في حال وجود دعامات تساعدها على الزحف ويتمتع هذا النبات بأوراق مسننة تتخللها أشواك حادة وأزهار بيضاء تتفتح أواخر الربيع لتتحول صيفا إلى ثمار حمراء ذات مذاق حلو يستمر نضوجها تدريجيا من شهر حزيران وحتى أوائل شهر أيلول من كل عام، وينتشر بكثرة على طول الساحل السوري على شكل عناقيد تأخذ العقول بجمال ثمارها ذات اللون الأحمر القاني، وأغلب نموه يكون على أطراف الطرقات وفي التخوم، ويعرف هذا النبات بشدة امتداده وأشواكه، لأنه نبات ذو سوق ممدودة متشابكة متسلقة، كما أنه دائم الخضرة ومتطفل ويتكاثر بمجرد ملامسة سوقه للأرض وبسرعة كبيرة يمتد ويتكاثف حتى يغطي مساحات كبيرة، فضلا عن جمالياته الطبيعة فعند موسم الإزهار يعطي عطرا فواحا وأزهارا جميلة لونها يتراوح بين السماوي والأبيض، وما إن تعقد هذه الأزهار حتى يتكون ما يسمى حب الديس يكون على شكل: كرابيش، لها لون أسود ضارب إلى الخمري ذات طعم شهي ومميز جدا، وهي بالإضافة لأنها تؤكل يمكن تحويلها الى عصير الديس، وهو عصير مشهور جدا في الساحل السوري.‏

توت العليق استخدم لأكثر من ثلاثة آلاف عام في معالجة الجروح والإنتانات والتقرحات الجلدية ويعتبر دواء ناجعا لحالات الاسهال الشديد وكذلك الغثيان والإقياء، إلى جانب قدرته على تخفيف التشنجات المعوية وآلام الطمث إضافة إلى قدرته على تسكين آلام المخاض إذا تم شرب نقيع أوراقه بانتظام قبل ستة أسابيع من الولادة، ويمكن تقطير الديس أو تخميره للحصول على خل العليق الذي يوصي به الأطباء الشعبيون في مختلف المناطق ويذكرون بأهميته في معالجة الرمل والحصى البولية وآلام المثانة والبواسير والتهاب البلعوم والطرق التنفسية وتهدئة السعال في حال تمت الغرغرة به لعدة مرات يوميا.

ثمار العليق تنفع لمعالجة عسر الهضم وتنظيف الجسم من السموم والفضلات وبعد شرابه من أفضل الأدوية التي تستخدم حتى اليوم في مختلف المنازل لمعالجة التهاب اللثة وقلاع الفم والتخفيف من آلامه المبرحة كما أن نقيع الأوراق هو علاج للكثير من حالات الروماتيزم وآلام المفاصل المزمنة إلى جانب تأثيره الملطف على العينين إذا استخدم كغسول صباحي

ينتشر الديس بكثرة على طول الساحل السوري على شكل عناقيد تأخذ العقول بجمال ثمارها ذات اللون الأحمر القاني، وقد تم البدء بتهجين هذا النبات في منطقة الساحل، وذلك باستخدام فصائل نباتية متنوعة على رأسها نبات المالينا الحمراء بأصنافها المتعددة، بهدف الحصول على منتج ثمري عالي الجودة وتم تخصيص العديد من المزارع والبساتين لهذا الغرض ولاسيما أن الكثير من التجار يعمدون إلى تصديره إلى دول الخليج العربي بأسعار باهظة رغم صعوبة نقل هذا النوع من الثمار نظرا لحساسيته وسرعة تلفه.

نبات الديس الذي عرفه أهالي قرى الساحل السوري، بامتداده وتسلقه للأشجار مشكلا عبئا على الفلاحين الذين تحملوا أذاه لأنهم احتاجوا أوراقه للتداوي بها من الحروق والجروح، فهو خير دواء لمعالجتها طبيعيا.

لقد كان ورق الديس العلاج الوحيد في زمن قلت فيه الأدوية، حيث يتم تجفيف أوراقه على نار هادئة في إناء: نحاسي أو فخاري، دون إضافة أي شيء آخر، وبعد أن يتم تحميصه بشكل جيد يوضع في جرن: خشبي أو معدني أو حجري، ويتم دقه او طحنه، حتى يصبح بدرجة متوسطة من النعومة وبعد الطحن يتم وضعه على مكان الإصابة ويترك مكشوفا لفترة زمنية يلتصق خلالها على الحرق وتكرر العملية كلما قشر الجزء المحروق من الجسد، هذه الطريقة تستخدم في حالات الحروق الشديدة، أما الحروق الخفيفة فلها أسلوبها.

الديس يحتوي على مادة رئيسية: حمض الستريك آسيد ، بالإضافة إلى مجموعة من المواد الفعالة والمفيدة في أكثر من مجال، فيما يتعلق بالجروح فان المادة الهلامية أو الشكل الهلامي فيه عندما يوضع على الجلد يكون تأثيره مثل تأثير الكريمات الطبية حيث يمنع دخول الجراثيم ويسمح بمرور المواد القيحية، وكما للديس ايجابيات هناك سلبيات وهو يتسبب احيانا بقطع الطرقات من شدة امتداده وأشواكه لأنه نبات ذو سوق ممدودة متشابكة متسلقة كما انه دائم الخضرة ومتطفل، يؤذي الأراضي الزراعية ويتكاثر بمجرد ملامسة سوقه للأرض وبسرعة كبيرة يمتد ويتكاثف حتى يغطي مساحات كبيرة في حين أن طرق التخلص منه شاقة وغير مجدية.