لكل السوريين

رغم الصعوبات.. المركز الثقافي في الرقة يواصل النهوض بالواقع الثقافي

عادت الحركة الثقافية إلى مدينة الرقة بعد عودة المركز الثقافي لتفعيل أنشطته الثقافية المتنوعة، بعد فترة انقطاع تجاوزت الـ 6 سنوات.

وبعد سيطرة تنظيم داعش على الرقة وانتزاعه السيطرة عليها من قبضة التنظيمات الإرهابية المتعددة التسميات، توقفت الحركة الثقافية في المدينة.

وبعد التحرير على يد قوات سورية الديمقراطية وتشكيل المجلس المدني في الرقة، الذي انبثقت منه لجنة الثقافة والفن والتي قامت بدورها بتأسيس المركز الثقافي في الرقة، بعد أن دمر المبنى السابق للمركز على يد طائرات النظام الحربية، تأسس المركز الثقافي بتاريخ 20/4/2017، وافتتح رسميا في الشهر الخامس من العام الماضي.

وسعى القائمون على العمل في المركز الثقافي لإعادته إلى ما كان عليه قبل الأزمة السورية، حيث قاموا باستخراج 64 كتاب من ركام المبنى السابق، ولم تطأها أيادي إرهابيو داعش.

كما وأن العديد من مثقفي الرقة وأريافها كانوا قد احتفظوا بكتب سابقة، قاموا بإعادتها فور تأسيس المركز، علما أن المركز بعيد تشكيله قام القائمون على العمل فيه بتأسيس مكتبة فيه.

وتضم المكتبة 10 آلاف كتاب، وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد منحت المركز الثقافي في الرقة 114 كتاب، بالإضافة إلى بعض الكتب التي قدمت من المحافظات السورية الأخرى كهدية للمركز بعد أن عاد لمزاولة عمله.

يتألف المركز الثقافي من طابقين الأول يضم من قاعة المسرح وصالة معرض للرسومات والمنحوتات والمكتبة المخصصة لأقسام أخرى، أما الطابق الثاني فيضم المكتبة الكبرى المليئة بالكتب.

ويضم المركز أيضا بداخله قسم المسرح، والذي تقام فيه سهرات شعبية بالأغاني التقليدية، فيما تقوم الفرقة الموسيقية بارتداء اللباس الشعبي من عباءات رمادية اللون وفتيان يرتدون زي أهالي الرقة.

بهذا الصدد التقى مراسل صحيفتنا مع زياد الحمد، الرئيس المشارك للجنة الثقافة والفن في الرقة، والذي قال “بعد التخلص من داعش ولدت الثقافة من جديد في الرقة، ورغم الصعوبات استطعنا إبصار النور، فشق المركز الثقافي طريقه بنجاح”.

الحمد أضاف “في البداية قمنا بالتواصل مع المثقفين، وعقدنا اجتماعات مكثفة، أيضا لعب المجلس المدني دورا كبيرا في عودة المركز الثقافي، كما وكنا سابقا نقيم الفعاليات تحت الجسر على شط نهر الفرات، وعندما تم انهاء المبنى نقلنا فعالياتنا إلى داخله”.

وتابع “تليناها بخطوة جريئة، حيث قمنا بتشكيل فرق فنية متنوعة، بينها فريق من ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى اهتمامنا الكبير بالتراث والأدب السوري ككل”.

الحمد أشار إلى أن أعضاء اللجنة بالإضافة إلى الفرق الفنية تقوم بشكل دوري بجولات في المدينة والأرياف، منوها إلى أنهم يتواصلون مع مدربي الأطفال.

وأكد الحمد أن الأماكن التراثية في الرقة لا تزال الهدف الرئيس للجنة والمركز، حيث تم التنسيق مع بلدية الرقة في عملها على إعادة ترميم الدوارات التي تم ترميمها جلها.

وعن الخطط المستقبلية، قال الحمد “في العام الحالي سنقوم بتنظيم عدة مهرجانات على مستوى المنطقة ككل، وسنشارك في مهرجانات مسرحية على مستوى شمال شرق سوريا”.

تقرير/ سالم الأحمد