لكل السوريين

بسبب الحرب وظروفها.. عنوسة مخيفة في ريفي حمص وحماة

وسط موجة هجرة كثيفة وأوضاع اقتصادية خانقة وسحب عدد كبير من الشبان للخدمة الاحتياطية تدفع الفتيات في ريفي حماة وحمص الثمن باهظا مع عزوف الشبان عن الزواج وارتفاع نسب العنوسة بشكل غير مسبوق، بالإضافة لقلة في أعداد الشبان نتيجة الحرب إما قتلوا أو لا زالوا في الخدمة الإلزامية.

وتزيد من العنوسة الظروف الاقتصادية السيئة وارتفاع تكاليف العيش في سوريا، وتدني الأجور وارتفاع أسعار مستلزمات الزواج من تجهيز منزل ومهر وملحقاتها، وجد الشبان أنفسهم عاجزون عن القيام بهذه الخطوة.

لم تتوقع فتيات أن تصل إلى يوم تفقد فيه الأمل بأن تصبح أماً، تقول إحداهن لدينا الكثير من الشبان الأقارب لكن معظمهم سافروا بعضهم في الخليج وآخرون في السودان ومصر وأوروبا.

وفي وقت سابق طالبت مسؤولة في الحكومة السورية بضرورة أن تكون هناك دراسة في مناطق محددة وفئات اجتماعية محددة لمعرفة أسباب العزوف عن الزواج؛ لأن الآراء الشخصية لا تكفي في هذه الحالات.

وأوضحت أنه أصبح هناك خلل في التوزع الديموغرافي بسبب الحرب، وهناك مناطق وقرى فارغة من السكان، وفي المقابل هناك مناطق أخرى مزدحمة بالسكان.

وأكثر ما يزعج الفتيات اللواتي وصلن إلى نهاية العشرينيات هي كلام العائلة والأصحاب ممن ينظرون بنظرة الشفقة لنا وتكرار عبارة “إن شاء الله منفرح فيكي عن قريب”.

وبحسب آخر بيانات وزارة الشؤون الاجتماعية في الحكومة فإن نحو 3 ملايين فتاة سورية عازبة تجاوزن سنّ الثلاثين عاماً، ونسبة العنوسة في سوريا تقترب من 70%، وفق المعايير الاجتماعية المحلية.

ومصطلح العنوسة لا ينطبق فقط على النساء، إنما يشمل الجنسين، وهو تعبير عام لوصف الأشخاص الذين تعدوا سنّ الزواج المتعارف عليه في المجتمعات.

ورغم أن سن العنوسة المتعارف عليه في مناطق ريف حمص وحماة مرتفع عن باقي المناطق السورية حيث يتراوح للفتيات بين 25 إلى 29 للنساء وبالنسبة للرجال بين 32 و34 إلا أن هذا العرف، بات غير صالح في السنوات الأخيرة بسبب العدد الكبير من الشابات اللواتي وصلن لهذا العمر من دون زواج.

ومشكلة العنوسة في سوريا مركبة فمن جهة خسائر الشبان في خسروا أرواحهم في المعارك ومن جهة أخرى الهجرة التي كانت أشد وطأة على النساء في السنوات الثلاثة الأخيرة، ومع كل هذه الظروف لا توجد أي تحركات حقيقية من أي جهة في سوريا لحل هذه المشكلة وتسليط الضوء على واقع آلاف الشابات وهذا ما يفاقم وضع العانسات.

 

وأثر الواقع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه الشبان، على تأخرهم في سن الزواج، حيث تقف المهور المرتفعة عائقاً في وجه كثير من الشباب السوريين المقبلين على الزواج نتيجة ﺳﻮء اﻷﺣﻮال اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، وخسارة معظم الشباب لفرصهم في الدراسة والعمل، فأصبح الراغب بالزواج مضطراً للاستدانة أو السفر لتأمين مهر عروسه، أو التخلي عن هذا الحلم بشكل نهائي بعد عجزه عن تأمين تكاليف الخطبة والعرس وتجهيز المنزل.