لكل السوريين

إحدى ضحايا مجزرة الأرمن: أردوغان يريد تكرار سيناريو أسلافه

السوري/ الحسكة

أكدت أناهيتا مرمريان، العضو في المجلس الأرمني الاجتماعي في الحسكة، أن المرأة الأرمنية أكثر النساء اللاتي تذوقن العذاب بكافة أشكاله على يد الدولة العثمانية البائدة، راوية في الوقت نفسه قصة معاناتها وأهلها وأقربائها حتى تمكنوا من الفرار من بطش الدولة العثمانية.

وتعرضت النساء الأرمنيات لكافة أشكال التعذيب على يد الدولة العثمانية، والتي اشتهرت بارتكابها لأكبر مجزرة جماعية في القرن الماضي، وتمكنت العديد من النساء الأرمنية الوصول لسوريا والاستقرار فيها، ومن بينهم السيدة مرمريان، العضوة في المجلس الاجتماعي الأرمني في الحسكة، والتي التقتها صحيفتنا ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

سيدة مرمريان مذبحة الأرمن أو الشتات الأرمني كيف أثرت على المرأة الأرمنية؟

في عام ١٩١٥ قامت الدولة العثمانية بعملية تطهير عرقي للأرمن وارتكبت بحقنا جميع أنواع ووسائل التعذيب المفضي إلى الموت، فالمرأة الأرمنية حينذاك تم ذبح زوجها وإخوتها في بادئ الأمر، ولكن سرعان ما انتهى المطاف بالتعرض لها حيث تم اغتصابها وتعذيبها وقتلها، ومن نجت من القتل أجبرت مع الأطفال والشيوخ على المشي في مسيرة الموت إلى بادية الشام.

طبعاً عزاؤنا لكم سيدة مرمريان، هل تخبريننا ما جرى بعد مسيرة الموت لبادية الشام؟

بدأت مسيرة الموت بأعداد كبيرة، ولكن سرعان ما قلت الأعداد بسبب الجوع والعطش وكذلك استمرار عمليات القتل من قبل العثمانيين، ولكن حال وصولنا إلى مناطق شمال سوريا (محافظات الحسكة والرقة ودير الزور وحلب) تم استقبالهم من قبل الأهالي وشيوخ العشائر، وأمنّوا لهم المأكل والمشرب واستقبلوهم في بيوتهم، وبناء دور خاصة للنساء كون كلهن أرامل ومتعرضات للتعنيف.

كيف استطاعت المرأة الأرمنية لملمة شتات نفسها حينذاك؟

كانت النساء حينذاك مثخنات بالجراح والآلام، فمنهن من ماتت ومنهن بعدها من تزوجت من العرب والأكراد بعد ما تلقوه منهم كل عطف ومحبة، وغيرهن من استقر في قرى حوض الخابور من السريان الآشوريين الذين تعرضوا قبلها بفترة وجيزة لمجازر السيفو وسيميلي من قبل العثمانيين، وأيضاً وعدد من النسوة المثقفات بوقتها ذهبن إلى أمريكا وأوروبا للنضال بالتحرر وتوثيق الإبادة التي حصلت.

هل كان لك أقارب شهداء جراء مذبحة الأرمن؟

نعم، جدي لوالدتي وأخوالي وخالاتي وأقاربهم كانوا من مدينة زونغولداك التركية، لقى جدي وأخوالي حتفهم ما عدا واحد بالمذبحة، واستطاعت أمي وخالاتي الوصول إلى شمال سوريا (الحسكة حالياً)، واستقروا هنا، وتزوجت أمي أحد الناجين من المذبحة في الحسكة واستقررنا هنا.

بعد الجراح المليئة بالتاريخ الأرمني، متى استعادت المرأة الأرمنية سعادتها؟

الوصول للسعادة مسألة نسبية، فأنا أنظر للسعادة بأنها أسلوب حياة، ولكن بعد أن استوطننا في سوريا وأصبحنا سوريين الجنسية لا أنكر الفرحة التي غمرتنا عند استقلال دولة أرمينيا في التسعينات، فوجود دولة ذات سيادة مخصصة لنا كأرمنيين بعد ذل ما عانيناه يعد أمراً بالغ الأهمية.

في يوم المرأة العالمي، ما وضع المرأة الأرمنية؟

كنساء أرمنيات رغم العدد المقبول الموجود هنا، إلا إنه عدد قليل جداً بالنسبة للسنين السابقة، وذلك بسبب هجرة الأرمن بشكل دوري ومستمر إلى دولة أرمينيا التي تمنح الجنسية بمجرد إثبات صك العمادة من كنيسة الأرمن وخصوصاً تزايد أعداد المهاجرين بشكل كبير جراء الأزمة السورية.

المرأة الأرمنية تبالغ بشكل كبير جداً بفرحتها بالأعياد، وذلك ثأرا من أيام القهر والذل التي عاشتها سابقاً، فبقائنا إلى اليوم دليل نصر على الإبادة التي كانت ستفتك بنا جميعاً كما كان مخطط من الاحتلال العثماني الذي يستمر بقتالنا، فجيّش جيوشه مع أذربيجان لاحتلال أرمينيا ولكن هيهات، تصدت لهم النساء والرجال وحتى الشيوخ.

في الختام سيدة مرمريان، كلمة أخيرة تودين قولها؟

في الختام أتمنى من دول العالم أجمع بالضغط على تركيا التي تستمر في محاولاتها لخلق الفتنة وإعادة ممارسة حروبها علينا، وكذلك عزائي لجميع أهالي الشهداء وللأمهات الأرمنيات اللواتي فقدن أعز ما يملكن جراء الاضطهاد والحروب الممارسة بحقهن.