لكل السوريين

جلاء حمزاوي: ألم يئن الأوان لوضع حد لمعاناة المرأة السورية؟

الرقة/ مطيعة الحبيب 

اعتبرت، السياسية، جلاء حمزاوي، رئيس مكتب العلاقات في حزب سوريا المستقبل أن المرأة السورية كانت الفئة الأكثر تضررا من الأزمة، داعية كافة الأطراف المعنية بالشأن السوري بوضع حل مستدام ينهي معاناة عقد من الزمان.

ومع دخول العام الحادي عشر من عمر الأزمة التي تشهدها سوريا منذ العام 2011، لا تلوح أفق حل قريبة، في وقت تستمر فيه المرأة بتحمل المآسي المتكررة والمستمرة، والتي نالت منها ما نالت.

وحول هذا، التقت “السوري” بالسياسية السورية، جلاء حمزاوي، التي تشغل منصب رئيس مكتب العلاقات في حزب سوريا المستقبل، والتي قالت “الثورة السورية أو ما سمي بربيع دمشق نقطة تباين بين حراك الشعب السوري ولا سيما شريحة الشباب الراغبة بالانعتاق من الاستبداد، والحالمة بالحرية والديمقراطية والعدالة ونشاط الأحزاب والحركات السياسية التي رفعت شعارات، وأطلقت برامج وخطط للخلاص أيضا من الاستبداد من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة”.

وأضافت “لعل هذا التباين كان سببا في الوصول إلى نتائج كارثية، مما حول التسمية من ربيع إلى خريف تعبيرا عما سببه من أعاصير وكوارث وعدم انجاز أي من أهدافه رغم مرور السنوات”.

وأردفت “المرأة السورية هي الفئة الأكثر تضررا من الأزمة، لاقت معوقات وأضرار في الثورة السورية هي المرأة في شمال وشرق سوريا، كما أن الأزمة السورية كان لها دور أساسي في إعاقة المرأة بأن تمارس دورها في الحياة السياسية، وتحقق الديمقراطية تعيد تشكل النخب وتبين أحزابا وبرامج سياسية، وتحقق العدالة، وتعيد إنتاج السلطة، وتعطي حقوقا وحريات للشعب”.

وأشارت بقولها “أبرز التحديات أمام المرأة بشكل عام هو وضعها مع تنامي الحركات النسائية والحقوقية عبر العالم، وفي المنطقة العربية خصوصا أصبحت المطالبة بتفعيل دور النساء في المجتمع وبتشريكهن في المسارات الديمقراطية والتنموية في الدول العربية لا يمكن أن تتحقق في غياب الديمقراطية، ولا يمكن أن تتطور إلا بتدعيم حقوق المواطنة واكتساء الفضاء العام من قبل المواطنين”.

وتابعت “رغم كل هذه المجهودات الدولية؛ فإن تحقيق المساواة والوصول إلى أعلى المستويات للنساء في العمل السياسي إلا أن مركز القرار ظل نظريا، ولم نلحظ تزايدا في أعداد النساء في المناصب التمثيلية المختلفة، ولا تكون الانتخابات ديمقراطية إلا متى مكنت الأحزاب السياسية النساء من الترشيح بصورة جدية”.

وترى جلاء أنه على الرغم من مشاركة النساء الحقيقية في هذه المسارات فهن لم يصلن إلى مواقع القرار في المؤسسات الديمقراطية التي أنشئت لتحقيق الانتقال الديمقراطي إلا بصفة متحشمة، والآن “نجد على المستوى الدولي بسبب تسلط بعض الأنظمة وزرع بعض الأفكار الخرافية في مجتمع يبنى على أيادي النساء اللواتي أنجبن الطبيب والمهندس وغيرهم”.

وتساءلت جلاء عن الأسباب التي تؤدي إلى استمرار الأزمة، مطالبة في الوقت عينه بوضع حد للأزمة التي أهلكت السوريين ككل، والمرأة السورية بشكل خاص.

وعبّرت جلاء عن فخرها بما حققته النساء من انخراط كبير في إدارة المجتمع وتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقها رغم الصعوبات التي مرت بها، معتبرة أن عملية التولي الديمقراطي في شمال شرقي سوريا ساهمت بشكل كبير في إثبات المرأة لجدارتها بكافة المستويات.

كما وافتخرت أيضا بالتضحيات التي قدمتها المرأة السورية في ساحات القتال ضد الإرهاب، وما قامت به من جهود في إطار عمليات التحرير من الإرهاب، ودورها الكبير والطليعي في كافة المجالات العسكرية والسياسية والإدارية.