لكل السوريين

المرأةُ السوريّة في عيدها.. أمنياتٌ بسيطة بمعانٍ مؤلمة

حمص/ نور الحسين 

على الرغم من وجود واقع أفضل من السابق تعيشه المرأة السوريّة اليوم، من حيث المشاركة في ميدان العمل، كذلك دورها في مواقع سياسية كانت مؤصدة أمامها سابقاً، فإن الحرب زادت من نسبة الانتهاكات ضد المرأة بنسبة أكبر.

فكثير من النساء السوريات ما زلن يبحثن عن أهم حقوقهن ويحملن مسؤوليات مضاعفة، وخاصة أن نسبة كبيرة منهن نزحن من بيوتهن، وفقدوا أولاداً لهن كما أزواجهن، ذلك حملهنّ أعباء كبيرة، من قبيل إعالة أسرهنّ وتأمين سبل الدفء، إلى جانب الواجبات المنزلية.

وفي يوم المرأة العالمي تعددت أحلام النساء في حمص والتي كانت جميعها تندرج تحت مسمى “الحلم بحياة كريمة”.

بدورها قالت “عبير” (28 عاماً): “إذا أردتُ غسيل الملابس، عليّ الانتظار إلى أن تتوفر الكهرباء، أي عند الساعة السادسة مساءً، لذا آمل في عيدي أن تصبح عملية الغسيل أقل صعوبة!”.

ومن جهتها تتحدث “رندة” أنّ كل ما تريده اليوم هو “بيت يسترني مع عائلتي، تتوفر فيه أبسط مستلزمات المعيشة الأساسية، وفرصة تمكنني من استكمال تعليمي الذي انقطعت عنه منذ العام 2016”.

وتضيف “وعد” الشابة المهجرة من ريف دمشق إلى حمص: “أتحمل أعباء إضافية من قبيل عدم الاستقرار، ما يدفعني إلى البحث عن فرصة عمل، على أن تحقق لي دخلاً جيداً، بحيث يمكنني العيش بكرامة”.

تلك صور من آلاف الحالات للمرأة السورية التي عانت الأمرين خلال السنوات الأخيرة، وصبرت وكابدت ونزلت إلى ميدان العمل لكي تعتاش لتعيل عائلتها بعد أن فقدت سندها من أب وأخ وزوج، وتلخصت طموحاتها في الحول على أبسط حقوقها، فكل عام وهن الصابرات الشجاعات.

يُذكر أن الحرب السورية خلفت أكثر من نصف مليون أرملة في سوريا غالبيتهن يعشن حياة محفوفة بالمخاطر ومنها التحرش واضطرارهن للعمل بأجور زهيدة وفي أوقات وأماكن جديدة عليهن، وممارسة أعمال لم يمارسهن من قبل كالسواقة والميكانيك والبناء وغيرها، ناهيك عن حالة العوز المادي بسبب الغلاء الفاحش ومتطلبات المعيشة الصعبة.