لكل السوريين

اشتباكات وإصابات على محطات الوقود واحتجاز سيارة لمديرية التموين في السويداء

السويداء/ لطفي توفيق

ساهم تخفيض طلبات الوقود الواردة إلى محافظة السويداء، بتفاقم الأزمة التي تعيشها المحافظة منذ عدة أشهر، وشهدت محطات تعبئة الوقود فيها ازدحاماً خانقاً، واشتباكات وخلافات متعددة.

كان آخرها في محطة تعبئة وقود على طريق “ظهر الجبل”، شرق المدينة، حيث نشبت خلافات بين مجموعة أشخاص، وتطورت لتبادل إطلاق نار أسفر عن وقوع عدة إصابات تم إسعافها إلى المشفى الوطني.

وكانت طلبات الوقود الواردة للسويداء قد انخفضت إلى5 طلبات يومياً بعدما كانت 7 طلبات في الأشهر القليلة الماضية، علماً بأن الحد الأدنى لحاجة المحافظة من الوقود 14 طلب يومياً.

ومع تخفيض التوريدات الجديد، تزايدت طوابير السيارات على محطات الوقود، وارتفع سعر البنزين بالسوق السوداء، حيث وصل سعر الليتر الواحد إلى 2000 ليرة، وهو متوفر بشكل علني، وبكميات كبيرة في الأكشاك، وعلى البسطات في أي شارع رئيسي بالمدينة.

بين الشركة والميليشيات

تساهم شركة المحروقات بتفاقم الأزمة، من خلال تحديد المحطات التي تصلها طلبات الوقود، وتزويد بعض المحطات في الريف المجاور لمدينة السويداء بالمحروقات بشكل شبه يومي، وتعتبرها من محطات المدينة بحجة الضغط فيها.

وتذهب كميات كبيرة من المحروقات من هذه المحطات إلى السوق السوداء مما يحرم شريحة الناس من الحصول على مخصصاتها.

كما تستغل العديد من الميليشيات المسلحة أزمة الوقود، وتتواجد عند محطات التعبئة، بشكل يومي، وتنظم دوراً مخالفاً للأشخاص الراغبين بتعبئة سياراتهم دون الانتظار، وتعبئة سياراتهم بالكمية التي يريدونها، مقابل مبالغ تتراوح بين 5 و10 آلاف ليرة للسيارة الواحدة.

إضافة إلى حصولها على مبالغ مالية من أصحاب المحطات مقابل حمايتهم.

تخفيضات تطال الرغيف

موجة تخفيض مخصصات المحافظة الأخيرة لم تقتصر على المحروقات فقط، بل تجاوزتها لتشمل مواد كثيرة، أهمها رغيف الخبز، حيث تم تخفيض مخصصات المحافظة من الطحين إلى نحو 150 طن بعدما كانت تبلغ 172 طن منتصف العام الماضي، مما أدى إلى تفاقم أزمة الخبز في العديد من قرى وبلدات المحافظة.

وأدى ذلك إلى تزايد احتجاجات المواطنين، كان آخرها إقدام مجموعة مواطنين في قرية “مفعلة” شمال شرق مدينة السويداء، على احتجاز سيارة تابعة لمديرية تموين السويداء، احتجاجاً على نقص مخصصات القرية من مادة الطحين، مما أدى لنقص في مادة الخبز، وطالبوا برفع مخصصات القرية مقابل إعادتها.

فيما ذكر مصدر من أبناء القرية أن الأهالي فيها يعانون منذ عدة أسابيع من نقص مادة الخبز، مؤكداً أن وفداً من الأهالي توجه عدة مرات إلى مديرية التموين بالسويداء وطالبوا بزيادة مخصصات القرية، ولكن دون جدوى.

بين التصريحات والوقائع

وكان مدير المخابز في السويداء قد صرح لإحدى الصحف الرسمية أواخر الشهر الماضي، عن بوادر في انفراج أزمة الخبز في المحافظة، ووجود تحسن في توريدات القمح بشكل سيساهم في انفراج الأزمة على حد قوله.

وبدورها نسبت صحيفة الوطن، إلى السفير السوري في روسيا قوله “إن التوريدات الروسية وعلى رأسها القمح والنفط بدأت بالوصول إلى سوريا، وأنها ستستمر بالوصول خلال شهري آذار ونيسان، حيث جرى الاتفاق على جدولتها”.

وبين الحديث عن وصول التوريدات الروسية من النفط والقمح، واستمرار موجة تخفيض مخصصات المحافظة، تتزايد معاناة المواطنين المثقلين أصلاً، بالأزمات المتشعبة، والضائقة المعيشية الخانقة.