لكل السوريين

ضيافة القهوة العربية…نَهْجُ الكرم المتوارث

السوري/الرقة- تعتبر القهوة من أهم المشروبات الشعبيّة في العالَم العربي، وتَرجِعُ شعبية هذا المشروب إلى مفعوله، وتأثيره في تنشيطِ الجسمِ، وذلك بسبب وجود مادّة الكافيين فيه.

حيثُ يُرجح أنَّه تم أخذُها من منطقة جنوب الجزيرة العربيّة، ومن ثم بدأَت زراعتها في القرن الخامس عشر، وبدأ انتشارها بين العَرب، ومن يجاوِرُهم، وأصبحَت مُرتبِطةً بالجلسات الاجتماعيّة، والثقافيّة، وذلك من خلال انتشار المقاهي التي تقدِمها بمُختلَف أنواعِها.

طريقة تحضير القهوة المرة.

يتم تحميص القهوة العربيّة على النار بشكل مباشر بواسطة أداة معدنية خاصة يكون مثبتًّا بها سيخ من الحديد يشبه الملعقة الطويلة لتقليب، وتحريك حبَّات البن، ويطلق على هذه الأداة /محماسة/حيث يتم إحضار حبوب البن الطازجة، والجافَّة ذات لونٍ أخضر، وتسخَّن المحماسة على النار ثم توضع القهوة بداخلها مع التحريك، والتقليب المستمر حتى تأخذ اللون المراد.

بعد ذلك تؤخذ القهوة، وتوضع في وعاءٍ يسمَّى بـ/النجر/، وهي أداة لطحن القهوة ثمّ توضع بالقمقوم، ويصبُّ عليها الماء لغليها، ويضاف إليها الهيل، والقرنفل ثم توضع في الدلة.

عادات، وتقاليد شرب القهوة.

للقهوة عادات، وتقاليد لا يمكن التنازل عنها، وأهمُّ قواعدها طريقة التقديم التي يجب أن تقدَّم ابتداءً من الشخص الجالس في يمين المجلس، وإلَّا أصبحت كارثة في حال تم تقديم القهوة العربية للجالس في الميسرة لأنَّ فيها امتهانًا للضيف.

كما تعتبر الكمية المقدمة في فنجان القهوة شرطًا أساسيًّا في طريقة الضيافة، حيث يجب عدم ملئ الفنجان بأكثر من نصفه رغم صغر حجمه, وهو ما يعرف بصب الحشمة في الأوساط العربية, والتي تعني تقديم القهوة في ثلث الفنجان فقط، وفي حال زادت الكمية عن المطلوب فهذا يعني أنَّ الضيف غير مرحب به، وعليه أن يغادر سريعاً، والمعروف لدى العرب أثناء شرب القهوة هو هز فنجان القهوة، وهو إشارة من الضيف إلى الاكتفاء من شرب القهوة، وإن لم يهز الضيف الفنجان فسيستمر المضيف بصب القهوة له.

كما أن من علامات عدم رغبة شرب المزيد من القهوة أن يقول الضيف للمضيف “تكرم”، وطريقة الضيافة كأن يستمر الابن في الوقوف، وهو حامل الدلة ليستمر في صبها لهم كما أنَّ لعدد مرات شرب القهوة مسميات خاصة، وطقوس هي كالتالي:

الفنجان الأوَّل: يطلق عليه(الهيف)، ويشربه المضيف ليثبت للضيف أنَّ القهوة ليس بها ما يؤذيه.

الفنجان الثاني: يطلق عليه(فنجان الضيف)، ويشربه الضيف، وهو عنوان للإكرام، والمعزة.

الفنجان الثالث: يطلق عليه(فنجان الكيف)، ويشربه الضيف، وهو للاستمتاع بطعم القهوة.

أمَّا الفنجان الرابع: فيطلق عليه(فنجان السيف)، ويشربه الضيف أيضًا، وهو يرمز إلى أنَّ الضيف سيقف مع مضيفه في حال تعرضه لأي أذًا، أو اعتداء.

كسر فنجان القهوة.

إنَّ كسر فنجان القهوة عادة قديمة لدى العرب، وتعني إكرام الضيف، وأنَّ هذا الفنجان لا يمكن لأي مخلوق أن يشرب به بعد هذا الضيف.

تقرير- محمود الأحمد.