لكل السوريين

على حافة الهاوية.. الإبل السّورية مهددة بالانقراض

حمص/ بسام الحمد

تناقص أعداد الابل بشكل كبير نتيجة للجفاف الذي تعاني منه المنطقة، والذي يمثّل أزمة كارثية على كل مناحي الحياة، ورغم المحاولات إنقاذ تربية الجمال لتبقى الابل كغيرها من القطعان النادرة في بلادنا مهددة بالزوال، وتربيتها فقط للحفاظ على الموروث.

وتشتهر ريف حمص ك تدمر والسخنة وغيرها من مناطق البادية السورية بتربية الجمال، ويعتمدون في ذلك على التنقل في البادية حيث يوجد المرعى، لكن في السنوات الأخيرة بدأ الجفاف بفرض كلمته عليهم وأصبحوا يتجهون للمدن والأراض الزراعية.

للإبل طاقة إنتاجية كامنة لم تستغل بالشكل الأمثل، ولم تطبق عليها الدراسات الحديثة التي أجريت على غيرها من الحيوانات الزراعية الأخرى، وإن قدراتها الإنتاجية كمصدر لتطوير الموارد الغذائية في المناطق الجافة وشبة الجافة قد أهملت بشكل كامل، الأمر الذي انعكس سلباً على دورها في تحسين مستوى دخل ومعيشة سكان تلك المناطق.

ثم إن تفاقم مشكلة الغذاء في العالم دفع الباحثين والعلماء للاهتمام بالإبل من ناحية الحليب، واللحم الذي يعتبر أرخص كلفة من إنتاج جميع الحيوانات الزراعية الأخرى، ورغم الظروف الصعبة في المناطق الجافة ونقص الموارد العلفية ومصادر المياه، فإن الإبل تستطيع أن تعيش وتنتج الحليب الذي يعتبر في تلك المناطق من الأمور الهامة جداً لحياة سكان البوادي، بينما لا تستطيع الحيوانات الأخرى العطاء بالكفاءة نفسها.

وبحسب إحصائيات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي فقد تراجع عدد الابل من /50200/ رأس في الـ 2010 إلى /39700/ رأس في الـ 2022، تتوزع تربيتها في بادية السويداء وريف دمشق وحمص وحلب ودير الزور والرقة والحسكة، حيث يلاحظ انخفاض أعدادها بسبب الجفاف تهريبها خارج القطر، أو ذبح عدد كبير منها نتيجة الحرب.

وغالبية قطعان الابل تربى وفق النمط الرعوي الـذي يصعب فيه التطوير التقني والصحي الضروري لرفع إنتاجية القطيع وزيادة العائد الاقتصادي، والمعاناة الوحيدة التي يعاني منها المربون هي قلة المراعي، وصعوبة تأمين الأعلاف في المواسم قليلة الأمطار أو الجافة.

وكباقي القطاعات فإن تربية الابل تحتاج لدعم حكومي حتى تستمر، خاصة أنها على حافة الهاوية، وهذا ما يأمله المربون لجهة تأمين المقننات العلفية عن طريق المؤسسة العامة للأعلاف، وتوفير اللقاحات والأمصال والأدوية الخاصة بالابل مجاناً، إضافة لإعادة تفعيل الجمعيات التعاونية الخاصة بالجمال، وإنشاء شبكات للمربين، وذلك لسهولة نقل الخبرات والتجارب والمادة الوراثية بينهم، مع ضرورة ترقيم قطيع الابل لحصر أعدادها بشكل دقيق، وزيادة أعدادها عن طريق استيراد عدد منها لدعم القطيع الوطني، حيث لا يوجد استيراد أو تصدير للابل حالياً ولا لمنتجاتها، بحسب ما علمنا من رئيس محطة دير الحجر.