لكل السوريين

معظم أهالي درعا.. من ملابس سوق البالة إلى إصلاح الملابس البالية

درعا/ محمد الصالح

مع قدوم فصل الشتاء، تحتاج العائلات إلى ملابس شتوية يعجز الكثيرون في محافظة درعا عن شرائها بعد ارتفاع أسعارها بشكل كبير.

ولم يعد بمقدور أصحاب الدخل المحدود بالمحافظة شراء ملابس جديدة لأبنائهم، مما اضطرهم إلى البحث عن حلول بديلة لتأمين مستلزماتهم من الملابس الشتوية الضرورية حسب إمكانياتهم، بعد ارتفاع أسعارها وأسعار السلع الأخرى إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.

ويقول أصحاب محلات الألبسة إن ارتفاع أسعارها خارج عن إرادتهم، ولا علاقة لهم به، ويعود في نظرهم، إلى عدة أسباب في مقدمتها انخفاض القيمة الشرائية لليرة السورية، وارتفاع أجور اليد العاملة والنفقات والمصاريف الأخرى، وتضاعف أجور المحلات التجارية، وارتفاع أسعار المشتقات النفطية الذي تسبب بارتفاع كبير في أسعار النقل والشحن وتكاليف الإنتاج.

ويرون أن زيادة الأسعار مقبولة بالمقارنة مع المصاريف التي يتوجب على التاجر دفعها.

أسواق البالة

دفع ارتفاع الأسعار الكبير أغلب المواطنين للتوجه إلى سوق البالة لتأمين كسوة الشتاء،

ورغم الفرق الواضح في الأسعار بين الملابس الجديدة والمستعملة، ما زال المواطنون غير قادرين على تأمين احتياجات أسرهم كاملة من هذه الملابس، حيث يتراوح سعر الجاكيت في محلات البالة بين 25 إلى 50 ألف ليرة، بينما سعر الكنزة الشتوية ما يقارب 10 آلاف ليرة، وبجامات الاطفال ما يقارب 15 ألف ليرة.

في هذا الصدد، يقول أحد الموظفين في القطاع الحكومي “راتبي لا يكفي لشراء ملابس شتوية لأطفالي، فلجأت إلى البالة التي تكاد تخرج أيضاً عن متناول يدي”.

وتقول زوجته “الشهر الذي اشترينا فيه الملابس لأطفالنا كان عصيباً، حيث استهلكنا الراتب بأكمله لشراء بعض الملابس”.

بينما تقول إحدى المعلمات “شرّ البلية ما يضحك، راتبي لا يكفي لشراء جاكيت لأرتديه أثناء الذهاب إلى عملي”.

إصلاح الملابس القديمة

بعد عجز معظم الأهالي عن شراء الملابس الجاهزة الجديدة أو المستعملة، وجد الكثيرون منهم أنفسهم مضطرين لإصلاح ما يتواجد لديهم من ملابس قديمة، وأصبح عدد كبير منهم يتجه إلى محلات الخياطة لإعادة تصليح وتعديل وتصغير الملابس القديمة.

وحلّت عملية إعادة تصليح الملابس القديمة مكان تفصيل الملابس الجديدة إلى حد كبير.

يقول أحد الخياطين في مدينة درعا إن أغلب الملابس التي تصله بهدف إعادة إصلاحها تكون مهترئة وممزقة ويعمل على تعديل وترقيع ما أمكن منها وإظهارها بصورة جيدة، بعد وضع الرسومات وإخفاء العيوب التي فيها.

ويشير إلى أن الناس كانت تقصده سابقاً لتفصيل أكثر من قطعة وخاصة خلال الأعياد والمواسم، بينما اليوم تبدلت الأوضاع كثيراً، وتراجع عدد الأشخاص الذين يقصدون محله للخياطة.

ويختم حديثه بأن أغلب العمل صار يرتكز على إصلاح الملابس القديمة وليس على تفصيل الجديدة.