لكل السوريين

انخفاض إنتاج الزيتون بطرطوس أدى إلى تراجع تلوث الينابيع بـ “الجفت”

تقرير/ أ ـ ن

عرفت زراعة أشجار الزيتون, وانتشر إنتاج واستخدام زيت الزيتون في منطقة البحر المتوسط منذ أكثر من 7000سنة، وقد حظيت زراعة الزيتون وصناعة زيت الزيتون باهتمام عالمي لما لدى زيت الزيتون من قيمة غذائية وطبية عالية المستوى, وازداد الاستهلاك العالمي لزيت الزيتون بشكل مطرد، ولقطاع زيت الزيتون  أهمية في المنطقة الساحلية وكذلك مقدار المشاكل المرتبطة بالتخلص من كميات كبيرة من النفايات المنتجة, وخاصة السائلة منها مياه الجفت خلال عملية إنتاج زيت الزيتون, المهندسة الزراعية السيدة كوكب أخبرتنا : تعد مياه الجفت من الملوثات الرئيسة التي تهدد مصادر المياه في أماكن الإنتاج, وذلك بسبب نوعية الملوثات وتراكيزها العالية, والتي تصعب معالجتها بصورة فعالة ضمن محطات المعالجة، إلا أن الأسلوب المتبع في إدارة هذه الملوثات هو توزيعها على الأراضي الزراعية بطريقة الري التسميدي وفقاً لمجموعة من الشروط والمعايير، وتأتي أساليب صناعة القرار متعدد المعايير لتقدم أداة علمية فعالة تساعد وتدعم عملية اتخاذ القرار في تحديد المواقع الأكثر ملاءمة لتطبيق هذه الطريقة.

جرت العادة خلال السنوات الماضية ومع بداية موسم عصر الزيتون والذي يتزامن مع هطل الأمطار، بأن تخرج العديد من الينابيع المخصصة لمياه الشرب بطرطوس من الخدمة، نتيجة لتلوثها بمياه الجفت.

السيد المهندس حسان قال لنا: أنه خلال هذا الموسم وبسبب انخفاض إنتاج الزيتون لكونه موسم معاومة، انعكس ذلك على عمل معاصر الزيتون، لينخفض إلى أقل من النصف، وتاليا تراجعت مصادر التلوث من مياه الجفت التي كانت سببا بخروج عدد من مشاريع مياه الشرب عن الخدمة، وتمت مطالبة رؤساء الوحدات الإدارية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع وصول مياه الجفت لمشاريع المياه، وأخذ العينات بشكل دوري، ولكن بسبب الأمطار الغزيرة المتساقطة، حدثت عكارة في نبع جسر الحاج صالح بمنطقة القدموس، والذي يغذي 28 قرية، ومباشرة تم إيقاف الضخ منه وأخذ العينات، وتم استئناف الضخ مباشرة بعد زوال العكارة ومطابقة مياه المشروع للمواصفات القياسية السورية، لكن حدثت بعض السرقات في الريف والمدينة لعدادات المياه للمشتركين، مما يفترض الكشف عليها بشكل مستمر، فحماية العدادات تقع على عاتق المشتركين.

السيد عبد المنعم أضاف: هنالك عدة أساليب وطرق متبعة في معالجة مياه الجفت، وكذلك مناقشة أبرز الأساليب والطرق المتبعة في صناعة القرار متعدد المعايير، ويتم جمع البيانات اللازمة وتحليلها باستخدام نظم المعلومات الجغرافية لتوليد خرائط تصنيفية، ويتم الحصول على خريطة تبين مدى ملاءمة المواقع لتوزيع مياه الجفت ضمنها، وتخضع طريقة الري التسميدي لاعتبارات واشتراطات تخص المواقع التي يسمح بتطبيق هذه الطريقة ضمنها، وهي معايير مشددة، وعادة يتم اتباعها في اختيار مواقع التخلص النهائي من مياه الجفت.

السيدة وفيقة وهي مهندسة زراعية في الوحدة الارشادية بصافيتا بينت لنا: بسبب النقد الكبير الذي تتعرض له طريقة التخلص النهائي من مياه الجفت من وجهة النظر البيئية والزراعية لذلك تبقى طريقة الري التسميدي مع الالتزام بشروط اختبار الموقع، وكذلك الاعتبارات الفنية لعملية التوزيع هي الأجدى اقتصاديا وبيئيا في حال الالتزام الكامل بالاشتراطات والقيود المعمول بها. وكذلك زراعيا حيث إن تطبيق هذه الطريقة من شأنه خفض كلفة تسميد الأراضي. ويرتبط بالاستفادة من هذه المياه لجهة غناها بالعناصر المغذية من آزوت وفوسفور وبوتاسيوم، وينبغي أن يخضع تطبيق طريقة الري التسميدي لرقابة بيئية مشددة تحول دون حدوث أي تلوث محتمل مرتبط بأي خلل في عملية النقل والتوزيع، وينبغي اعتماد خطط للتصرف في حال حدوث أي طارئ، كما يجب البحث دائما في طرق معالجة فعالة لهذه المياه ليصار إلى اعتمادها كمحطات معالجة فردية ومركزية، وأن يعد توفر محطات المعالجة في المعاصر أو التجهيزات اللازمة لتخزين مياه الجفت ونقلها شرطا أساسيا للسماح بتشغيل هذه المعاصر واستثمارها.