لكل السوريين

في ظل الحاجة.. نساء في حمص يقتحمن سوق العمل بكثرة

السوري/ حمص

ارتفعت نسبة عمالة النساء في حمص بشكل كبير خلال الفترة الماضية، في ظل تدني الرواتب والأجور والتضخم الذي ضرب الأسواق، بيد أن عمالة المرأة ارتفعت في سوريا عموماً، بسبب هجرة قسم كبير من الذكور إلى خارج البلاد، إذ بات هنالك سبع نساء مقابل كل رجل في سوق العمل.

وأجبرت النساء إلى الدخول في سوق العمل بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، نتيجة لهجرة قسم كبير من الشباب، وتجنيد القسم الآخر في “الخدمة الإلزامية”، وقد تكون فرص العمـل متاحة ولكن كلها محفوفة بالمخاطر والتنازلات التي أجبرت عليها النساء بسبب غياب المعيل وعدم القدرة على الخروج.

لا سيما أن بعض الشركات والمؤسسات يفضلن توظيف النساء على الرّجال فيلجأ صاحب العمـل إلى توظيف شابات تفضيلاً منه للاستقرار بالعمل، فالظروف السيئة أرغمت بعض الأسر على أن تسمح لفتياتها بالعمل، وهذا طبيعي بحكم الغلاء الذي خلق العجز عن تأمين متطلبات الحياة للعيش.

ودفعت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية التي يعاني منها كثير من السوريين، بالمرأة السورية إلى دخول ميادين عمل جديدة لم يعتد المجتمع السوري عليها من قبل، وعلى رأسها العمل في المطاعم والمقاهي أو سائق باص أو سرفيس لنقل المواطنين حتى أن بعضهن اضطررن للعمـل في مهن قاسية لأنها تحتاج إلى جهد كبير كالبناء ونقل البلوك والإسمنت.

ونتيجة تزايد النساء في سورق العمل، أصدرت الحكومة في وقت سابق قراراً متعلقاً بنظام تشغيل النساء، والمتضمن الظروف والشروط والأحوال التي يجري فيها تشغيل النساء، إضافةً إلى الحقوق المترتبة على صاحب العمل.

ودخلت النساء بمجالات جديدة حيث إن البعض أصبح يمارسن مهنة البناء والتمديد الكهربائي أو الصحي، وبعضهن يعملن على سيارة أجرة أو في البلدية، وهذا يشكل خطراً كبيراً على كرامة المرأة.

حيث اضطرت نساء للعمل على سيارات الأجرة، رغم أن الظاهرة ليست بالغريبة ولكن زاد الإقبال عليها في ظل مخاطرها على النساء، خاصة في فترات الليل.

فيما دخلت نساء على مجال نقل الخضار والعتالة، وهو عمل ذو مخاطر على النساء، عدا عن الفوضى في محيطه لا سيما أن غالبية العاملين من الرجال، فذلك يسبب أذى نفسي للنساء.

وما يجبر النساء على العمل صعوبة الأحوال المعيشية إلى جانب فقدان المعيل، وارتفاع أسعار الذي يتطلب دخلاً عالياً، وقالت تقارير إعلامية إن ممن لا يمتلكون مغتربين يرسلوا لهم تحويلات مالية غير قادرين على العيش في سوريا، والقاسم المشترك بين تلك النساء أن غالبيتهن لا يمتلك مغترباً.

بعض الفتيات اضطررن للعمل على الرغم من وجود رب الأسرة بسبب انخفاض مستوى الدخل، ومنهن من تركت دراستها الجامعية لوقوع تلك المسؤولية على عاتقها لتتلقى أجراً زهيداً لا يزيد على 200 ألف ليرة سورية.

ومعظم الفتيات يفضلن العمـل في محال الألبسة والأحذية والاكسسوارات والحلويات، رغم أن الرواتب ضعيفة جداً وغير كفيلة لسد التكاليف والحاجات الملحة المتراكمة.