لكل السوريين

الإعلامي محمود الحربي.. صوت حر أسكته رصاص القتلة ومازال قتلته طلقاء دون محاسبة

رغم مرور أكثر من شهرين على اغتيال الإعلامي محمود الحربي أحد أفراد شبكة درعا 24، مازال قتلته طلقاء دون محاسبة، ومازالت اللجنة التي تم تشكيلها من قبل الفصائل المحلية التابعة للجان المركزية في درعا تعمل ببطء شديد، ولم تصدر أي أمر باعتقال الفاعلين لمحاسبتهم على جريمتهم، واقتصر عملها على التحقيق مع أحد منفذي الاغتيال، رغم وجود شريط مصور من كاميرا منزلية تم تسليمه للجنة، وفيه كامل تفاصيل عملية القتل ومنفذيها.

ويؤكد زملاء محمود الحربي في الشبكة أنه كان متفانياً في إيصال صوت المحافظة، وتوضيح ما يحدث فيها سواء لوسائل الإعلام بشكل عام، أو للمجتمع في الجنوب السوري، حيث كان يعتبر أن من واجبه توعية الناس لما يحدث حولهم من تطورات في المنطقة، بغض النظر إن كانوا يستطيعون تغيره أم لا، إضافة إلى اهتمامه الكبير بنقل شكاوى المواطنين وأوجاعهم والواقع المعيشي والأمني الذي يعيشونه.

وكان الحربي يصرّ على نقل الأحداث كما هي دون التفات إلى أي تهديدات أمنية أو غيرها.

تهديد وقتل

بعد مشاركته في مظاهرات السويداء بيوم واحد، تلقّى الحربي اتصالاً من فرع الأمن العسكري طلب منه مراجعة الفرع، فرفض لأنه يعرف جيداً ما تعنيه هذه المراجعة.

وبعد ذلك بأيام قليلة، تم إطلاق النار على منزله في بلدة معربة أثناء تواجده مع أطفاله في ساحة المنزل، من قِبل سيارة سوداء “مفيّمة” يستقلها مسلحون مجهولون، فأُصيب شاب كان يجلس بالقرب منه، بينما نجا هو وأطفاله، مما ضاعف حالة القلق التي كان يعيشها على نفسه وأطفاله.

وبعد أقل من شهرين من هذه المحاولة، أسكت رصاص القتلة صوت الحربي بينما كان عائداً إلى منزله، وفور نزوله من سيارته اعترضته مجموعة محلية مسلحة، وسارع أحد أفرادها بإطلاق عدة رصاصات باتجاهه، مما أسفر عن مقتله على الفور.

وأثارت حادثة اغتياله ضجة كبيرة في بلدته معربة، وشهدت المنطقة اشتباكات سقط خلالها  اثنان من أفراد المجموعة التي اغتالته، وأُصيب ابن عمه وشقيق زوجته وفارق الحياة بعد أيام متأثراً بجراحه.

الحربي في ساحة الكرامة

استثمر الحربي علاقاته الجيدة مع الناشطين في السويداء، وعلاقته الطيبة مع المجتمع المحلي بدرعا، وساهم بتحسين علاقات حسن الجوار ونبذ التفرقة بين المحافظتين.

وعندما انطلقت المظاهرات في مدينة السويداء سارع للمشاركة فيها ليؤكد أن المحافظتين جسد واحد، ومطالبهم مشتركة بدءاً من التغيير السياسي ووصولاً إلى الإفراج عن المعتقلين.

وأثناء مشاركته في مظاهرات ساحة الكرامة، التقته شبكة إعلامية محلية في السويداء، وقال خلال اللقاء “نحن نؤيد أي تحرّك سلمي في سبيل تحقيق مطالب الناس وضمان كرامتهم، كلنا أولاد هذا الوطن، ومن واجبنا أن نقف مع بعضنا، ونثبت وجودنا، لكي يكون الصوت المدني أعلى من صوت السلطة العسكرية”.

وبعد رحيله شهدت السويداء وقفات احتجاجية استنكاراً لاغتياله، وبقي حضوره لافتاً في ساحة الكرامة حيث رفعت لافتات ذكرت مناقبه وأقواله، وكان أبرزها “محمود الحربي.. روحك تطوف فوق جبل العرب”.