لكل السوريين

الإتاوات تضاعف أسعار المحروقات، وتغني حواجز الفصائل

على غرار التحركات العسكرية الأخيرة لمرتزقة ما تسمى بهيئة تحرير الشام والفصائل التي تسيطر على المناطق المحتلة وغيرها، أدى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي بشكل عام، وانعكس بشكل مباشر على المحروقات، من خلال رفع سقف الإتاوات من السيارات المحملة بالوقود بكافة اطيافه.

فبعد زيادة عدد الحواجز في المناطق المحتلة اصبح كل فصيل عسكري يسعى لتحصيل مبالغ مالية عبر حواجزه من كل برميل خلال مروره من الحواجز التابعة له، إضافة إلى ترسيم المجالس المحلية التي تتراوح بين 1 و2 دولار أمريكي على كل برميل يعبر مركز إدارة كل مجلس.

وفي حديث للسوري مع أحد تجار المحروقات في منطقة ريف حلب الشمالي والشرقي، يُدعى اسماعيل الحسن، عن تكاليف نقل وتكرير المازوت والإتاوات التي تتقاضها فصائل المرتزقة عبر المعابر والحواجز المنتشرة في منطقة ريف حلب الشمالي.

قال خلال حديثه: “تدخل المحروقات إلى منطقة ريف حلب مادة خامة (فيول)، وتُباع بالطنّ، حيث يصل سعر الطن من الفيول نوع رويس من آبار محافظة دير الزور نحو 340 دولارًا، بينما يبلغ سعر الطن الفيول من حقل رميلان في الحسكة 410 دولارات، ويعادل الطن الواحد نحو 4.5 براميل، وهي 990 لترًا”.

وأضاف: “يفقد الطن نحو 25% من الشوائب والمواد الأخرى التي تخرج منه، ما يعادل برميلًا أثناء عملية التكرير، ويكلف تكرير البرميل إلى جانب مرابح صاحب المحطة بين 10 و15 دولارًا، ويباع للتاجر من منطقة الحراقات بحسب الجودة والنوع بسعر يتراوح بين 85 و110 دولارات”.

وأوضح: “تتراوح أجور نقل برميل المازوت بحسب مسافة المنطقة المنقول إليها بين 2 و5 دولارات و2 دولار مرابح التاجر، بينما يضاف إليها إتاوات تُدفع لفصائل الوطني أولها في منطقة الحراقات 2 دولار أمريكي على كلّ برميل، ثم يحصل كل فصيل لديه حاجز على الطرق الرئيسية على 1 أو 2 دولار على كل برميل، ومثلها كان يحصل عليها الفيلق الثالث في منطقة أعزاز في حال مرورها إلى عفرين”.

يصل سعر برميل المازوت المكرر من الجودة الممتازة إلى المستهلك في منطقة أعزاز بـ 120 دولارًا، بينما يرتفع سعره في منطقة عفرين إلى 122 دولارًا بسبب حصول مجلس أعزاز على 2 دولار أمريكي على كل برميل يتّجه إلى عفرين، بينما يحصل مجلس عفرين على 1 دولار عن كل برميل مازوت يتجه إلى منطقة إدلب.

وأكّدت مصادر من مدينة إدلب، أن الشركات التي تستورد المحروقات والتابعة لهيئة تحرير الشام تحتكر استيرادها وترفع من تسعيرة البرميل 20 دولارًا عن الأسعار في ريف حلب الشمالي، وهناك نوعان من المحروقات الخاصة بالتدفئة، وهما: نوع رديء جدًّا يصل سعر البرميل الواحد منه 117 دولارًا، بينما النوع المحسّن يصل سعر البرميل الواحد منه 145 دولارًا.

كما أشار مواطنون في ريف إدلب الجنوبي إلى رفع اسعار اسطوانات الغاز المنزلي بين الحين والآخر، حيث تم تسعيرها مؤخراً 13 دولار امريكي أي بما يعادل 315 ليرة تركية، فيما لم يلتزم التجار بالتسعيرة المحددة بسبب الإتاوات التي تأخذ بالقوى على الحواجز المنتشرة بعموم المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المدعومة تركية.

في المحصلة، تعدّ مناطق الشمال السوري بيئة مناسبة للاحتكار والاستغلال التجاري، سواء لتجّار الحرب أو الذي تقف خلفه سلطات الأمر الواقع التي تبدو بعيدة كل البُعد عن تأمين متطلبات الحياة اليومية للأهالي الذين يعانون الفقر والعوز وضنك العيش، دون وجود مبادرات حقيقية لتحسين واقع السوريين وإنهاء معاناتهم.