لكل السوريين

نازحة سورية تعيدها الذاكرة للتضحيات والصعوبات التي واجهتها

الرقة/ مطيعة الحبيب 

لن تطوي الأيام قصص النازحين السوريون الذين باتوا يعانون من مشقة وتعب وسوء الأحوال المعيشية والسكنية، وصعوبة في تأمين مسكن ولقمة عيش هنيئة بعيدا عن ظروفهم القاسية التي لا تنتهي، هناك أشياء كثيرة تختزن بها ذاكرة كل نازح وما تعرضوا له من متاعب وصعوبات وخصوصا النسوة اللواتي تحملن الصعوبات والخوف على حياة أطفالهم.

تستعيد يازي شهاب فريح، البالغة من العمر اثنان وثلاثون عاما قصة نزوحها التي كانت شاقة ومتعبة، وتحملها لشتى أنواع القهر والتعب النفسي والجسدي، وعدم قدرتها للحصول على مسكن بسيط تنعم به هي وأطفالها، في ظل معاناة زوجها بعدم الحصول على فرصة عمل لتأمين المأكل والمشرب.

يازي، نازحة من ريف حلب الشرق منطقة مسكنة تقيم في مدينة الرقة منطقة الطب الحديث تروي لنا قصتها ومعاناتها مع النزوح من خلال حديثها لصحيفتنا “السوري” وما آلت به الظروف بسبب الاوضاع التي أجبرتهم لترك موطنهم الأم والخروج في رحلة نزوح متعبة.

وتقول “مازالت مشاهد النزوح حاضرة في ذاكرتي ومنظر خروجنا أنا وزوجي وأولادي الثلاث بما عليهم من ثياب بمساعدة أهل الخير بعدة وسائل نقل بسيطة، قاصدين مناطق بلا عنوان لا يسمع فيها صوت الرصاص ولا صوت الطائرات”.

وتضيف “في حين كان الوضع صعبا للغاية وليس لدينا أي فكرة عن المنطقة التي نستقر بها، والصعوبة الأكبر هي عدم أخذ الحرية التامة بالتحرك بسبب زرع الألغام من قبل التنظيمات الإرهابية، فكانت جميع الحدود بين المناطق السورية خطرة جدا، والتنقل من منطقة لأخرى يستغرق أيام في العراء والمناخ الصعب”.

وتكمل يازي “على الرغم من الضغوطات التي مررت بها أنا وعائلتي والخوف والجوع، لكن كنت محافظ على تربية أولادي وتحمل مسؤولية تربيتهم، في ظل تدهور الوضع المعيشي وعدم توفر أغطية تقينا من برد الشتاء، وعدم قدرتنا العودة إلى المخيمات بسبب أجور النقل الباهظة”.

وتختتم “لا يختلف الوضع من نازح إلى آخر، منذ نزوحنا ونحن نعيش في بناء تجاري لمحلات تجارية ليست مؤهلة للسكن إذ لا تحتوي على نوافذ وأبواب، وعدم توفر الكهرباء والماء أيضا، وضعف فرص العمل للنازحين لدرجة عجزهم عن تأمين رغيف الخبز ومستلزمات البيت، فزوجي عامل مياومة إذ لا يتجاوز دخله خمسة الألف ليرة سورية، وهي لا تكفي لتأمين لدفع أجار منزل يقيني أنا وأطفالي من برد الشتاء وحرارة الصيف”.