لكل السوريين

“المهن اليدوية” سوق العمل الأنجح لنساء حماة

حماة/ جمانة خالد  

عرفت سوريا خلال السنوات الأخيرة سوقاً جديداً للعمل، لمن لا عمل له أو حتى لكسب دخل إضافي، تحت مسمى “الهاند ميد” أو “المشغولات اليدوية” واحتكرت الأياد الأنثوية سوق العمل هذا، بينما شغلت منتجات “الهاند ميد” السوق الإلكترونية السورية لتسويق منتجاتها.

استغلت “جمانة محمد” دراستها لكلية الفنون الجميلة، بإنشاء مشروعها الخاص بصناعة الاكسسوارات بمشاركة ابنتها إنانا حميدان (19) عاماً التي طرحت عليها إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي ”فيسبوك” لتسويق منتجاتهما.

تقول السيدة محمد: ”بدأت وابنتي مشروعنا منذ خمسة شهور في بادئ الأمر كانت التجربة بصناعة الاكسسوارات من باب المتعة الشخصية وإمضاء الوقت بشيء مفيد لكن الحال تغير، فالألوان والتصاميم جذبتني لتكريس دراستي وفضولي في تطوير ما أصنع”.

تتابع السيدة حديثها: “الجميل أن المشروع تعدى كونه مجرد هواية وتسلية وأصبح يجلب المتعة للأسرة والشعور بالتعاون كونه عمل إبداعي”.

تصنع السيدة وابنتها الأساور -الخلاخل -الأطواق – حلق – الخواتم من خلال مواد بسيطة من الخيوط والخرز والأسلاك المعدنية الخاصة للإكسسوار، والأحجار الزجاجية الملونة.

تعتبر السيدة أن “الهاند ميد” حلٌ جميل وممتع وسهل كونه ُينجز بالمنزل، وتستطيع من خلال صفحات التواصل الاجتماعي إيصال عملك إلى أبعد نقطة في الأرض من خلال الانترنت الذي يجلب للعامل به مردود جيد ومقبول يدعم مادياً العاملين به.

برأس مال 25 ألف ل.س قبل عام من الآن أنشأت العشرينية رنا عبد القادر مشروعها الخاص بالتطريز على القماش والألبسة لتأمين مصروفها الشخصي لتحمل تكاليف دراستها الجامعية في كلية التمريض. تحكي عن بداياتها: ”منذ أن دخلنا فترة الحجر الصحي في سورية ومع سوء الاوضاع الاقتصادية قمت باستغلال الوقت ومصروفي الذي آخذه من عائلتي لشراء المواد الأولية من إطارات وخيطان و قماش لصنع المشغولات اليدوية.

وتنوه رنا أن رأس المال الذي بدأت فيه مشروعها قبل عام لا تستطيع به اليوم شراء إلا نوع واحد من الخيطان بسبب ارتفاع الأسعار نتيجة الطلب المتزايد على تلك المواد بالإضافة لارتفاع أسعار معظم المواد في السوق.

تقول رنا: ”شغلي بالنسبة إلي جزء مني أحياناً بكون مضغوطة من الدراسة بحس الشوق أخدني لطرز وارتاح نفسياً وبعدين ارجع  ادرس بطاقة أكبر”.

“كوني بطلة نفسك” هكذا بدأت هبة العجلوني حديثها، الفتاة التي بدأت عقدها الثاني وجدت نفسها في مشروعها الخاص بالمشغولات اليدوية، تقول: ”بدأت العمل في عمر الثامنة عشر كنت احضر للبكلوريا كانت سنة مصيرية لي بالتوفيق بين عملي الذي بدأته بحب ودراستي والأحلام التي أخطط لتحقيقها”.

وتضيف العجلوني: ” منذ أن بدأت بالعمل كانت عائلتي وأصدقائي يلقبوني ” بسيدة الأعمال الصغيرة” لكن هذا اللقب تحول لحقيقة من خلال مشروعي ” Hiba Beauty” الذي حقق المستحيل بفترة صغيرة ضمن هذا الوقت الصعب والأزمات التي نعيشها.

تصنع هبة من الأحجار الكريمة والطبيعية والصدف الطبيعي مشغولات يدوية كما أنها تقوم بطباعة اللوحات الخشبية والأكواب والهدايا تحت هدف اختارته لتكون منتجاتها “صنعتّ بأيادٍ زرقاء من أجل الحب وللحب”.

تعتبر هبة أن مشروعها هو “سند ” لها بدراستها في كلية الحقوق الشخصي فهي تستمد منه مصروفها الشخصي.

وتكشف هبة أنها بدأت مشروعها بمبلغ لا يتجاوز 25 ألف ل.س بينما تُحقق اليوم 6 مليون كنسبة مبيعات برأس مال قدره 3مليون ونصف ل.س

وحصلت الفتاة على شهادة حرفية سنوية بمجال الهاند ميد من جمعية الحرفيين السوريين وتشارك مع منتجاتها ضمن البازارات التي تُقام في دمشق.

وتلفت الشابة أنها استطاعت تحقيق أهدافها من خلال مشروعها بأن تكون أنثى فاعلة المجتمع وتنصح كل الفتيات بأن يكن بطلات أنفسهن.

حب الشموع دفع سارة سكر (28) عاماً لتجربة صنع الشموع بنفسها.

تروي الفتاة عن تجربتها التي باتت مشروع خاص بصناعة الشموع والصابون المعطرة: ”كنت آخد شمعة قديمة وأرجع دوبها وعدل عليها وفعلا التجربة نجحت بس مو بالشكل يلي بدي ياه كررت المحاولات مرة واثنين وثلاثة ومع الاستعانة بالإنترنت ومشاهدة بعض الفيديوهات على اليوتيوب قررت أنزل السوق واشتري مواد خام لاصنع منتجاتي الخاصة”.

وتضيف السيدة” بدأت بالتفكير والتخطيط للمشروع من حوالي سنتين والي عم نفذ سنة ونصف”.

بالصوف والمخرز أنشأت آلاء نسلة مشروعها الخاص منذ ستة سنوات ونيف، تنتج الفتاة التي انتصف عقدها الثاني الحقائب والثياب من خلال نسجها بالصوف وتضيف لمنتجاتها بعض من روحها كما تقول لتلفزيون الخبر.

وتلفت آلاء أن أسعار المواد الأولية تختلف بين الحين والآخر وتصفها بأنها ”غير ثابتة”.

استدانت الفتاة رأس المال قبل أعوام كي تستطيع شراء المواد الأولية للعمل, وتنوه أنها بعد أشهر قليلة استطاعت رد المبلغ وتمكنت من الحصول على مربح ورأس مال من عملها .

تشير الشابة: إذا أردنا اعتبار أن عمل الهاند ميد هو بديل عن العمل بدوام طويل وثابت علينا أن نعطيه نفس الجهد ونفس الوقت ولا غنى عن الإبداع بالأفكار والتسويق كي ينجح المشروع.

وتنوه: أنه حتى اليوم أغلب الناس لا تُعطي عمل الهاند ميد حقه متناسين كم يحتاج لجهد وتعب وقد يستغرق تنفيذ القطعة أيام أو أسابيع.