لكل السوريين

أيام على الانتخابات الأمريكية.. توقعات صعبة ومفاجآت محتملة

قبل أقل من أسبوع على موعد إجراء الانتخابات الأمريكية، لا يزال السباق شبه متعادل بين المرشحين الرئيسيين سواء على مستوى البلاد، أو داخل كل ولاية، وسيكون فوز أي منهما بفارق ضئيل، وعليه فإن أي صوت له أهميته، وكل ناخب يستميله أحد المرشحين يمكن أن يقربه من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.

ويقول ديفيد غرينبرغ، المتخصص في تاريخ الانتخابات بجامعة روتغرز، إن “فارقاً بنقطة واحدة أو نقطتين، قد يكون حاسماً في السباق الرئاسي، الذي يشهد منافسة بهذه القوة”.

ويشير إلى أن خبراء الحملات الانتخابية يسعون إلى تحقيق ذلك الفارق، وأن أي خطأ يرتكبونه في فعالية واحدة، قد يقلب الأمور رأساً على عقب، ويغير الموازين في الأسابيع الأخيرة.

ولكن عندما تأتي المفاجآت أو الأخطاء قبل أيام قليلة من التصويت، لا يبقى للمرشح ما يكفي من الوقت لاسترجاع طاقته بعد أي هفوة أو تعثر.

ويتوقع متابعون لهذه الانتخابات أن يشكّل موقف الناخبين العرب الأمريكيين فارقاً مهماً فيها، كما يشيرون إلى أنها يمكن تسفر عن وصول المرأة إلى منصب الرئاسة لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

هل يرجح العرب الأمريكيون كفّة ترامب

أظهر استطلاع رأي جديد تقدم المرشح الجمهوري دونالد ترامب بشكل طفيف على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس بين العرب الأمريكيين، في مؤشر على أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قد تؤدي إلى خسارة الديمقراطيين لأصوات الناخبين العرب ذوي النفوذ الكبير في ولاية ميشيغان الحاسمة.

حيث تقدم ترامب على هاريس بنسبة 45% مقابل 43% بين العرب الأمريكيين قبل أقل من أسبوعين من موعد إجراء الانتخاب، وفقا لاستطلاع رأي أجرته “أراب نيوز يوغوف”.

واعتبرت نتيجة الاستطلاع تحذيراً للديمقراطيين بأن دعم الرئيس جو بايدن للحرب الإسرائيلية على غزة قد يقلل من فرص فوز نائبته بمقعد الرئاسة.

بينما أوضح استطلاع أجراه معهد الأمريكيين العرب في وقت سابق من هذا الشهر أن ترامب وهاريس كانا متعادلين تقريباً.

ويعتبر الناخبون الأمريكيون من أصول عربية، ورقة مهمة لأي مرشح للرئاسة نظراً لتواجدهم الكبير في ولاية ميشيغان، وهي إحدى الولايات المتأرجحة التي تؤثر في نتيجة الانتخابات.

ويصوت العرب الأمريكيون عادة للحزب الديمقراطي، ولكن الأرقام الاستطلاعية الحالية تشير إلى أن عدداً كبيراً منهم قد يصوت للجمهوريين هذه المرة.

توقعات صعبة

أشارت استطلاعات الرأي إلى تقارب كبير بين المرشحين للرئاسة، مع احتفاظ هاريس بتقدم طفيف على المستوى الوطني، بينما أحرز ترامب تقدماً ملحوظاً في بعض الولايات المتأرجحة، مثل أريزونا وبنسلفانيا وميشيغان.

وهذه هي المرة الأولى التي لا يتقدم فيها أي مرشح بفارق خمس نقاط أو أكثر في أي وقت من الحملات الانتخابية منذ أكثر من ستين عاماً.

وكانت الاستطلاعات عادة قريبة جداً من النتائج الفعلية، ومع تقدم أي مرشح في الاستطلاعات بأقل من نقطتين، لا يمكن ترجيح حظوظ مرشح على آخر.

كما أن ردود فعل المرشحين على أحداث مستجدة، قد تؤدي إلى تحويل السباق في اتجاه آخر.

وفي ظل توترات الشرق الأوسط، والحرب في أوكرانيا، والتنافس مع الصين، تصعب معرفة كيفية تأثيرها على المرشحين، فأي شيء يمكن أن يحدث فرقاً.

ومع بقاء أقل من أسبوع على الانتخابات، واستمرار التقارب الشديد في نسب تأييد المرشحين، قد يكون من الصعب أن يتصور المرشح الخاسر النتيجة، وقد يرفض قبول شرعية المرشح الفائز، مما يدفع إلى التخوف من تكرار الأحداث التي تلت انتخابات عام 2020.

هل تحدث المفاجأة

لم تشهد الولايات المتحدة الأمريكية طوال تاريخها تولي امرأة منصب الرئاسة، ولم تتمكن المرأة من الوصول إلى سدة الحكم على مدار 59 ولاية رئاسية تعاقب خلالها 46 رئيساً على حكم البلاد.

ومع أن المرأة الأمريكية حاولت الوصول إلى البيت الأبيض، لكنها لم تنجح بسبب سيطرة ثقافة المجتمع الذكوري على رئاسة الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وعلى ما يبدو لم يكن المجتمع الأمريكي مستعداً لأن تحكمه امرأة.

وفي المحاولة النسائية الأولى خسرت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون أمام ترامب في انتخابات 2016 رغم أنها كانت قريبة من للفوز.

وفي المواجهة الانتخابية الحالية، قد تواجه كامالا هاريس حقيقة أن طريق المرأة إلى أعلى منصب في البلاد لا يزال مليئاً بالصعاب والعقبات، مع أن فرصها بالفوز ليست قليلة.

ويرى خبراء أن عدم وصول امرأة من قبل إلى الرئاسة اختبار حقيقي للديمقراطية الأمريكية يظهر في كل مرة تقترب فيها مرشحة من هذا المنصب، بما يعيد هذا النقاش القديم الجديد إلى الواجهة.