لكل السوريين

شتاء قارس وغلاء بأسعار مواد التدفئة في ادلب

السوري/ إدلب ـ بدأ فصل الشتاء وبدأت معه مرارة البحث عن مصادر الدفء لدى غالبية سكان ادلب، في وقت يتخوف فيه الأهالي من صفقة روسية تركية قد تجعلهم رهن الافتراس من قبل البرد القارس، في حين ارتفعت بشكل كبير أسعار المحروقات في المدينة الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام المدعومة من تركيا.

ويعود سبب الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات بحسب مواطنين تحدثوا لمراسلنا، إلى أن الليرة التركية المفروضة على الشعب في إدلب قد انخفضت مؤخرا أمام بعض العملات العالمية، ما دفع بعض التجار إلى رفع سعر المحروقات المحتكرة.

مع بداية الصباح البارد يخرج أبو أحمد وبيده كيس كبير فارغ، يخرج ولا يعرف أين وجهته، كانت ليلة باردة جدا قضاها مع أطفاله الخمسة تحت تلك الخيمة المهترئة.

في كل صباح يمشي أبو أحمد على قارعة الطريق للبحث عن شيء قابل للاشتعال، فالبرد اشتد، وأسطوانة الغاز نفذت، وعن هذا يقول “للأسف ارتفعت أسعار المحروقات، والشتاء بدأ بقرع الأبواب، المنطقة مكتظة بالنازحين، كل ما نخشاه هو أن تحدث الصفقة المحتملة في هذه الأوقات، إن حدثت فإننا سنموت موتتين، موت من الجوع وموت من البرد”.

في جولة قمنا بها على أسواق الحطب والمحروقات في ادلب وريفها، لاحظ مراسلنا أن هناك ارتفاع كبير في أسعار تلك المواد.

ووصل سعر طن الحطب اليابس إلى نحو 325 ألف ليرة سورية، في حين أن سعر طن البيرين المستخلص من بقايا الزيتون المعصور قد تجاوز الـ 275 ألف ل.س، بينما تجاوز سعر الطن الواحد من الفحم حاجز الـ 250 ألف ليرة سورية، وبلغ سعر ليتر المازوت 1600 ليرة سورية.

وفي زيارة قام بها مراسلنا لأحد المخيمات شمال إدلب، شاهد أن هناك خيم مهترئة وبحاجة لترميم فوري قبل اشتداد موجة البرد والأمطار.

والتقى بعض قاطني المخيم، ومنهم حامد س، نازح من ريف حماة الشمالي، والذي قال “كلهم يوعدوننا ويذهبون، نحن لا نريد أحد أن يمد يد العون لنا، نريد خيم جديدة وأغطية وعوازل ومواد تدفئة، المنظمات تكذب علينا، وتركيا لا يهمها أمرنا، كل ما تريده هو مصلحتها”.

تقرير/ عباس إدلبي