تستعد العاصمة العراقية بغداد، يوم غد السبت، لاستضافة القمة العربية العادية الرابعة والثلاثون، وسط مساعٍ حثيثة لتوحيد الصف العربي في مواجهة تحديات إقليمية متصاعدة.
وأكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، خلال مؤتمر صحافي، أن القمة تمثل “محاولة جدية للمّ الشمل العربي وتوحيد المواقف”، مشيراً إلى أن توقيت قمة بغداد، بالتزامن مع القمة الخليجية – الأميركية في الرياض، يخدم استقرار المنطقة ويعزز الحوار العربي – الدولي.
ويأتي انعقاد القمة بعد اجتماعات تحضيرية مكثفة، شملت 16 اجتماعاً، تم خلالها إعداد جدول أعمال موسع يتناول القضايا الملحة في المنطقة، في مقدمتها القضية الفلسطينية، والوضع في سوريا، والأزمات الاقتصادية.
وأوضح حسين أن القمة ستخرج بـ”إعلان بغداد”، الذي يعكس مواقف القادة العرب من القضايا الجوهرية، مشيراً إلى أن الإعلان سيشدد على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية دون شروط، إلى جانب دعم إعادة إعمار القطاع.
وأضاف أن بغداد ستطرح خلال القمة مبادرات لتأسيس مراكز عربية متخصصة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات، في خطوة تهدف إلى تعزيز العمل العربي المشترك.
وحول المشاركة السورية، أكدت سلطة دمشق أن وزير الخارجية أسعد الشيباني سيترأس وفدها إلى القمة، في ظل جدل داخل البرلمان العراقي حول حضور أحمد الشرع. واعتُبر تعيين الشيباني “حلاً وسطاً” تم التوافق عليه عربياً.
وتوقّع وزير الخارجية العراقي صدور قرارات داعمة للشعب السوري خلال القمة، موضحاً أن هناك توافقاً عربياً متنامياً على دعم سوريا، لا سيما بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب برفع العقوبات عن دمشق، بوساطة سعودية.
وستشهد القمة حضور ممثلين عن 20 منظمة عربية ودولية، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، فيما سيكون رئيس الوزراء الإسباني ضيف شرف هذا الحدث، في مؤشر على الاهتمام الدولي بالدور العربي في القضايا الإقليمية.
ورغم الغيابات المتوقعة على مستوى بعض القادة العرب، شدد وزير الخارجية العراقي على أهمية القمة في إطلاق حوار شامل لحل الأزمات العربية – العربية، مؤكداً أن العراق يؤمن بأن الاستقرار لا يتحقق إلا بالحوار والمفاوضات، وليس بالمواجهة.
تأتي هذه القمم في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات متسارعة، من النزاع المستمر في غزة إلى تصاعد التوتر بين الإمارات والسودان، حيث أعلنت الأخيرة قطع علاقاتها الدبلوماسية، وسط جهود عربية لرأب الصدع.
إلى جانب القمة السياسية، تستضيف بغداد القمة التنموية العربية الخامسة، التي تركز على قضايا الأمن الغذائي والتكامل الاقتصادي العربي، في ظل تداعيات الأزمات العالمية على اقتصادات المنطقة.
ومن المقرر أن تخرج هذه القمم بسلسلة من المبادرات والقرارات التي تسعى إلى تعزيز التعاون العربي وتفعيل آليات العمل المشترك، في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة.