برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومشاركة أمير قطر وأمير الكويت وملك البحرين وولي عهد أبو ظبي ونائب رئيس وزراء عُمان، عقدت القمة الخليجية الأميركية في العاصمة السعودية الرياض.
وقال ولي العهد السعودي خلال كلمة الافتتاح إن القمة الخليجية الأميركية تعكس الحرص على تطوير التعاون والعمل الجماعي من أجل استقرار المنطقة.
وأضاف “نسعى لوقف التصعيد في المنطقة، وإنهاء الحرب في غزة، وإيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية”، وأشاد بالقرار الذي اتخذه الرئيس ترامب برفع العقوبات عن سوريا.
وأكد على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، ودعم الجهود الرامية إلى إحلال الاستقرار في لبنان.
وفي نهاية أعمال القمة، أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في مؤتمر صحفي أنه تم الاتفاق على ضرورة وقف الحرب في غزة، والإفراج عن جميع الرهائن، وتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والعمل على تحقيق سلام عادل ودائم، وحل الدولتين.
وقال إن زيارة ترامب عبرت عن عمق الشراكة الاستراتيجية بين الدول الخليجية والولايات المتحدة، والسعي الجاد لإيجاد حلول للأزمات في المنطقة.
ترامب يرفع العقوبات
قال ترامب خلال جلسات القمة، إن إدارة الرئيس السابق جو بايدن خلقت فوضى بالمنطقة من خلال سماحها بالعدوان الذي مارسته أذرع إيران، مضيفاً “أود أن أعقد صفقة مع إيران، ولكن عليها أولاً وقف دعم الإرهاب بالمنطقة وعدم السعي للحصول على سلاح نووي”.
وأكد على أنه يجب تطبيق العقوبات الأميركية على طهران في حال استمرار سعيها للحصول على هذا السلاح.
وعلى صعيد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قال ترامب يجب الإفراج عن كل الرهائن في غزة والعمل من أجل إحلال السلام بدعم من قادة هذه القمة.
وحول الشأن اللبناني، قال إن لدى لبنان فرصة للتحرر من قبضة حزب الله، وبإمكان الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء بناء دولة جيدة ومستقرة تعيش بسلام.
وأشار الرئيس الأميركي إلى عزمه رفع كل العقوبات عن سوريا، وأوضح أنه “التقى بالرئيس السوري أحمد الشرع، بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبحث تطبيع العلاقات مع سوريا”.
وفي إشارة إلى سوريا، قال إن واشنطن ستعمل على إضافة المزيد من الدول إلى الاتفاقات الإبراهيمية الموقعة بين إسرائيل ودول عربية.
اجتماع ترامب مع الشرع
على هامش القمة الخليجية الأميركية، عقد ترامب اجتماعاً مع أحمد الشرع في الرياض،
وحضر اللقاء ولي العهد السعودي، وشارك فيه أردوغان عبر تقنية الفيديو.
وقال الرئيس الأميركي إن “الولايات المتحدة تبحث تطبيع العلاقات مع سوريا بعد اللقاء بالشرع”، وشدد على أن قراره برفع العقوبات عن سوريا كان لمنحها فرصة جديدة.
وقالت وزارة الخارجية السورية إنه تم التأكيد خلال اللقاء على أهمية رفع العقوبات عن سوريا ودعم مسار التعافي وإعادة الإعمار.
وعلق وزير الخارجية السوري على اللقاء “نشارك هذا الإنجاز مع الشعب السوري الذي ضحى لإعادة سوريا إلى مكانتها”.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن الشرع يريد صفقة تجارية لبلاده تشمل بناء برج يحمل اسم الرئيس الأميركي في دمشق.
وقالت المصادر إن الصفقة تشمل منح الولايات المتحدة حق الوصول إلى موارد النفط والغاز في سوريا، وتهدئة التوترات مع إسرائيل، والتعاون ضد إيران.
فتح نافذة أمل
اعتبر الرئيس أحمد الشرع قرار رفع العقوبات الذي أعلنه الرئيس ترامب في السعودية، بأنه يمهّد الطريق لرفع المعاناة عن الشعب السوري.
وأشاد في كلمة له بعد عودته من الرياض، بالتفاعل الإيجابي للجاليات السورية في الخارج، ومساهمتهم البنّاءة في المطالبة برفع العقوبات، مؤكداً أن هذه الجهود كان لها أثر كبير في تحقيق هذا الإنجاز، وقال إن سوريا لا تحتفل برفع العقوبات فحسب، “بل بعودة المشاعر الجياشة بين شعوب المنطقة”.
وأكد أن “سوريا طوت صفحة مأساوية في تاريخها الحديث تحت حكم النظام السابق، وأن
نافذة الأمل قد فتحت، رغم أن البلاد ما زالت مكبلة بآلام الماضي”.
وشدد على أن وحدة الشعب وتضحياته كان لها أثر كبير في تغيير الرأي العام العالمي تجاه سوريا.
وأضاف أن سوريا “نجحت في فتح أبواب كانت مغلقة، ومهدت الطريق لعلاقات استراتيجية مع الدول العربية والغربية”.
وأكد أن سوريا “لن تكون بعد اليوم ساحة لتقاسم النفوذ”، وأنه لن يسمح بتقسيم سوريا، وشدد على أن سوريا لكل السوريين.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن “المحن قد علّمت السوريين أن قوتهم تكمن في وحدتهم”.